Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
في سنة 297 استعمل عبيد الله المهدي علي بن عمر على صقلية، فلما وليها كان شيخا لينا، فلم يرض أهل صقلية بسيرته، فعزلوه عنهم، وولوا على أنفسهم أحمد بن قرهب، ودعا أحمد بن قرهب الناس إلى طاعة المقتدر، فأجابوه إلى ذلك، فخطب له بصقلية، وقطع خطبة المهدي، وأخرج ابن قرهب جيشا في البحر إلى ساحل أفريقية، فلقوا هناك أسطول المهدي ومقدمه الحسن بن أبي خنزير، فأحرقوا الأسطول، وقتلوا الحسن، وحملوا رأسه إلى ابن قرهب، وسار الأسطول الصقلي إلى مدينة سفاقس، فخربوها، وساروا إلى طرابلس، فوجدوا فيها القائم بن المهدي، فعادوا، ووصلت الخلع السود والألوية إلى ابن قرهب من المقتدر، ثم أخرج مراكب فيها جيش إلى قلورية، فغنم جيشه، وخربوا وعادوا، وسير أيضا أسطولا إلى إفريقية، فخرج عليه أسطول المهدي، فظفروا بالذي لابن قرهب وأخذوه، ولم يستقم بعد ذلك لابن قرهب حال، وأدبر أمره، وطمع فيه الناس، وكانوا يخافونه، وخاف منه أهل جرجنت –مدينة في صقلية-، وعصوا أمره، وكاتبوا المهدي، فلما رأى ذلك أهل البلاد كاتبوا المهدي أيضا، وكرهوا الفتنة، وثاروا بابن قرهب، وأخذوه أسيرا سنة 300 وحبسوه، وأرسلوه إلى المهدي مع جماعة من خاصته، فأمر بقتلهم على قبر ابن أبي خنزير، فقتلوا، واستعمل على صقلية أبا سعيد موسى بن أحمد، وسير معه جماعة كثيرة من شيوخ كتامة.
كان والد عبد الرحمن الناصر- محمد بن عبد الله- قد قتله أخوه المطرف في صدر دولة أبيهما.
وخلف محمد ابنه عبد الرحمن، وهو ابن عشرين يوما.
ولما توفي الأمير عبد الله جد عبد الرحمن سنة ثلاثمئة، ولي عبد الرحمن الأمر بعده.
وكان ذلك من غرائب الأمور؛ لأنه كان شابا مع وجود أكابر من أعمامه وأعمام أبيه، وتقدم هو- وهو ابن اثنتين وعشرين سنة- فولي الإمارة، والبلاد كلها في حالة اضطراب؛ قد امتنعت على الدولة حصون بكورة رية وحصن ببشتر، فحاربها الناصر، حتى استردها، وكان طليطلة قد خالف أهل الدولة، فقاتلهم حتى عادوا إلى الطاعة، ولم يزل يقاتل المخالفين حتى أذعنوا له، وأطاعوه نيفا وعشرين سنة، فاستقامت البلاد، وأمنت دولته، واستقام له الأمر، وقد حكم خمسين سنة من 300عام إلى 350.
سبب ذلك أن محمد بن هرمز، المعروف بالمولى الصندلي، كان خارجي المذهب، وكان قد أقام ببخارى وهو من أهل سجستان، وكان شيخا كبيرا، فجاء يوما إلى الحسين بن علي بن محمد العارض يطلب رزقه، فقال له: إن الأصلح لمثلك من الشيوخ أن يلزم رباطا يعبد الله فيه، حتى يوافيه أجله، فغاظه ذلك، فانصرف إلى سجستان والوالي عليها منصور بن إسحاق، فاستمال جماعة من الخوارج، ودعا إلى الصفار، وبايع في السر لعمرو بن يعقوب بن محمد بن عمرو بن الليث، وكان رئيسهم محمد بن العباس، المعروف بابن الحفار، وكان شديد القوة، فخرجوا، وقبضوا على منصور بن إسحاق أميرهم وحبسوه في سجن أرك، وخطبوا لعمرو بن يعقوب، وسلموا إليه سجستان، فلما بلغ الخبر إلى الأمير أحمد بن إسماعيل سير الجيوش مع الحسين بن علي، مرة ثانية إلى زرنج، فحصرها تسعة أشهر، فصعد يوما محمد بن هرمز الصندلي إلى السور، وقال: ما حاجتكم إلى أذى شيخ لا يصلح إلا للزوم رباط؟ يذكرهم بما قاله العارض ببخارى؛ واتفق أن الصندلي مات، فاستأمن عمرو بن يعقوب الصفار وابن الحفار إلى الحسين بن علي، وأطلقوا منصور بن إسحاق، وكان الحسين بن علي يكرم ابن الحفار ويقربه، فواطأ ابن الحفار جماعة على الفتك بالحسين، فعلم الحسين بذلك، وكان ابن الحفار يدخل على الحسين، لا يحجب عنه، فدخل إليه يوما وهو مشتمل على سيف، فأمر الحسين بالقبض عليه، وأخذه معه إلى بخارى، ولما انتهى خبر فتح سجستان إلى الأمير أحمد استعمل عليها سيمجور الدواتي، وأمر الحسين بالرجوع إليها فرجع ومعه عمرو بن يعقوب وابن الحفار وغيرهما، وكان عوده في ذي الحجة سنة ثلاثمائة، واستعمل الأمير أحمد منصورا ابن عمه إسحاق على نيسابور وأنفذه إليها، وتوفي ابن الحفار.
لما استولى السامانيون على سجستان، بلغهم خبر مسير سبكرى في المفازة من فارس إلى سجستان، فسيروا إليه جيشا، فلقوه وهو وعسكره قد أهلكهم التعب، فأخذوه أسيرا، واستولوا على عسكره، وكتب الأمير أحمد إلى المقتدر بذلك، وبالفتح، فكتب إليه يشكره على ذلك، ويأمره بحمل سبكرى، ومحمد بن علي بن الليث إلى بغداد، فسيرهما، وأدخلا بغداد مشهورين على فيلين، وأعاد المقتدر رسل أحمد، صاحب خراسان، ومعهم الهدايا والخلع.
هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الداخل، صاحب الأندلس، ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة 275، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمسا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا، وكان من الأمراء العادلين الذين يعز وجود مثلهم.
كان صالحا تقيا، كثير العبادة والتلاوة، رافعا لعلم الجهاد، ملتزما للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهورة، منها غزوة "بلي" التي يضرب بها المثل.
وذلك أن ابن حفصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفا.
فخرج الأمير عبد الله من قرطبة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهزم ابن حفصون، وتبعه قتلا وأسرا، حتى قيل: إنه لم ينج من الثلاثين ألفا إلا الناد, وكان عبد الله أديبا عالما.
مات وكان عمره اثنتين وأربعين سنة، وخلف أحد عشر ولدا ذكرا، أحدهم محمد المقتول, وهو والد عبد الرحمن الناصر، قتله أخوه المطرف في صدر دولة أبيهما، ولما توفي عبدالله تولى بعده ابن ابنه عبد الرحمن بن محمد لمدة خمسين سنة.