Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


ظهر إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد، وكان بمكة، فلما بلغه خبر أبي السرايا وما كان منه سار إلى اليمن، وبها إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عاملا للمأمون، فلما بلغه قرب إبراهيم من صنعاء، سار منها نحو مكة فأتى المشاش، فعسكر بها واجتمع بها إليه جماعة من أهل مكة هربوا من العلويين، واستولى إبراهيم على اليمن، وكان يسمى الجزار؛ لكثرة من قتل باليمن، وسبى، وأخذ الأموال.


خرج خارجي من البربر بناحية مورور، من الأندلس، ومعه جماعة، فوصل كتاب العامل إلى الحكم بن هشام بخبره، فأخفى الحكم خبره، واستدعى من ساعته قائدا من قواده، فأخبره بذلك سرا، وقال له: سر من ساعتك إلى هذا الخارجي فأتني برأسه، وإلا فرأسك عوضه، وأنا قاعد مكاني هذا إلى أن تعود.

فسار القائد إلى الخارجي، فلما قاربه سأل عنه، فأخبر عنه باحتياط كثير، واحتراز شديد، ثم ذكر قول الحكم: إن قتلته، وإلا فرأسك عوضه، فحمل نفسه على سبيل المخاطرة فأعمل الحيلة، حتى دخل عليه، وقتله، وأحضر رأسه عند الحكم، فرآه بمكانه ذلك لم يتغير منه، وكانت غيبته أربعة أيام.

ثم أحسن إلى ذلك القائد، ووصله وأعلى محله.


كان بالبصرة من الطالبيين زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، ومعه جماعة من أهل بيته، وهو الذي يقال له زيد النار وإنما سمي زيد النار؛ لكثرة ما حرق من الدور بالبصرة من دور بني العباس وأتباعهم، وكان إذا أتي برجل من المسودة كانت عقوبته عنده أن يحرقه بالنار، وانتهب أموال تجار البصرة، فأخذه علي بن أبي سعيد أسيرا، وقيل: إنه طلب الأمان فأمنه.


لما وصل الحسين بن حسن الأفطس لمكة من قبل أبي السرايا وفعل في مكة ما فعل من تغيير كسوة الكعبة وتخريب ونهب، وصله خبر هزيمة أبي السرايا، ذهب إلى محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين وبايعه فأقامه، وبايعه بالخلافة، وجمع له الناس، فبايعوه طوعا وكرها وسموه أمير المؤمنين، فبقي شهورا وليس له من الأمر شيء، ثم لما وصل عامل اليمن وجيش هرثمة بن أعين من الكوفة، هرب محمد بن جعفر إلى الجحفة ثم قبض عليه وطلب الأمان وقال إنه وصله أن المأمون مات فدعا لبيعة نفسه، فلما صح الخبر عنده أنه لم يمت خلع نفسه من الخلافة، ثم بعد ذلك أرسل إلى المأمون، ثم سار إلى جرجان ومات بها سنة 204هـ وهو المعروف بالديباج.


لما هزم هرثمة بن أعين أبا السرايا ومن كان معه من ولاة الخلافة، وهو محمد بن محمد، وشى بعض الناس إلى المأمون أن هرثمة راسل أبا السرايا وهو الذي أمره بالظهور، فاستدعاه المأمون إلى مرو فأمر به فضرب بين يديه ووطئ بطنه، ثم رفع إلى الحبس ثم قتل بعد ذلك بأيام، وانطوى خبره بالكلية.

ولما وصل بغداد خبر قتله عبثت العامة والحربية بالحسن بن سهل نائب العراق، وقالوا: لا نرضى به ولا بعماله ببلادنا، وأقاموا إسحاق بن موسى المهدي نائبا، واجتمع أهل الجانبين على ذلك، والتفت على الحسن بن سهل جماعة من الأمراء والأجناد، وأرسل من وافق العامة على ذلك من الأمراء يحرضهم على القتال، وجرت الحروب بينهم ثلاثة أيام في شعبان من هذه السنة، ثم اتفق الحال على أن يعطيهم شيئا من أرزاقهم ينفقونها في شهر رمضان، فما زال يمطلهم إلى ذي القعدة حتى يدرك الزرع، فخرج في ذي القعدة زيد بن موسى الذي يقال له زيد النار، معه أخو أبي السرايا، وقد كان خروجه هذه المرة بناحية الأنبار، فبعث إليه علي بن هشام نائب بغداد عن الحسن بن سهل- والحسن بالمدائن إذ ذاك- فأخذ وأتي به إلى علي بن هشام، وأطفأ الله ثائرته.


جهز الحكم بن هشام أمير الأندلس جيشا مع عبد الكريم بن مغيث إلى بلاد الفرنج بالأندلس، فسار بالعساكر حتى دخل بأرضهم، وتوسط بلادهم، فخربها ونهبها وهدم عدة من حصونها، كلما أهلك موضعا وصل إلى غيره، فاستنفد خزائن ملوكهم.

فلما رأى ملكهم فعل المسلمين ببلادهم، كاتب ملوك جميع تلك النواحي مستنصرا بهم، فاجتمعت إليه النصرانية من كل صوب، فأقبل في جموع عظيمة بإزاء عسكر المسلمين، بينهم نهر، فاقتتلوا قتالا شديدا عدة أيام، المسلمون يريدون يعبرون النهر، وهم يمنعون المسلمين من ذلك.

فلما رأى المسلمون ذلك تأخروا عن النهر، فعبر الفرنج إليهم، فاقتتلوا أعظم قتال، فانهزم الفرنج إلى النهر، فأخذهم بالسيف والأسر، فمن عبر النهر سلم، وأسر جماعة من جنودهم وملوكهم وقمامصتهم، وعاد الفرنج ولزموا جانب النهر، يمنعون المسلمين من جوازه، فبقوا كذلك ثلاثة عشر يوما يقتتلون كل يوم، فجاءت الأمطار، وزاد النهر، وتعذر جوازه، فقفل عبد الكريم عنهم سابع ذي الحجة.