Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


سار عمرو بن العاص إلى أجنادين وهي تقع قريبا من الفالوجة ومكان عبور فلسطين من الجنوب، إذ رابط فيها الأرطبون، وكانت قوة للروم في الرملة وأخرى في بيت المقدس، وطال تأخر فتحها، وكانت مراسلات بين الطرفين حتى ذهب عمرو بنفسه إلى الأرطبون، وكادوا يقتلونه ولكنه فطن لهم وخادعهم ورجع سالما، ثم حدث قتال عظيم يشبه يوم اليرموك حتى دخل المسلمون أجنادين، ثم تقدموا إلى بيت المقدس.


أرسل أبو عبيدة عامر بن الجراح خالد بن الوليد إلى قنسرين، فلما نزل الحاضر زحف إليهم الروم وعليهم ميناس، وكان من أعظم الروم بعد هرقل، فاقتتلوا فقتل ميناس ومن معه مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها، فماتوا على دم واحد، وسار خالد حتى نزل على قنسرين فتحصنوا منه، فقالوا: لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم، أو لأنزلكم إلينا، فنظروا في أمرهم ورأوا ما لقي أهل حمص، فصالحوهم على صلح حمص، فأبى خالد إلا على إخراب المدينة فأخربها، فعند ذلك دخل هرقل القسطنطينية؛ وسببه: أن خالدا وعياضا أدربا إلى هرقل من الشام، وأدرب عمرو بن مالك من الكوفة، فخرج من ناحية قرقيسيا، وأدرب عبد الله بن المعتم من ناحية الموصل ثم رجعوا، فعندها دخل هرقل القسطنطينية، وكانت هذه أول مدربة في الإسلام سنة خمس عشرة، وقيل: ست عشرة.

-أدرب في الغزو أي جاوز الدرب إلى العدو-.


فتح المسلمون بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح مدينة حمص، بعد أن حاصروها حصارا شديدا واضطرت المدينة إلى طلب الصلح، فكتب المسلمون لأهلها كتابا بالأمان على أنفسهم وأموالهم.


لما فتح أبو عبيدة الجابية من أعمال دمشق وقنسرين وحاصر أهل مسجد إيليا -أي بيت المقدس- فأبوا أن يفتحوا له، وسألوه أن يرسل إلى صاحبه عمر ليقدم فيكون هو الذي يتولى مصالحتهم، فكتب بذلك إلى عمر فاستخلف علي بن أبي طالب على المدينة, ثم قدم للشام, وكتب إلى أمراء الأجناد أن يوافوه بالجابية ليوم سماه لهم في المجردة، ويستخلفوا على أعمالهم، وكان أول من لقيه فيها أبو عبيدة, فلما دخل الجابية قال له رجل من اليهود: يا أمير المؤمنين، إنك لا ترجع إلى بلادك حتى يفتح الله عليك إيلياء.

فبينما عمر معسكر بالجابية فزع الناس إلى السلاح، فقال: ما شأنكم؟ فقالوا: ألا ترى إلى الخيل والسيوف؟ فنظر فإذا جمع يلمعون بالسيوف.

فقال عمر: مستأمنة فلا تراعوا، فأمنوهم.

وإذا أهل إيلياء، فصالحهم على الجزية, وعلى أن لا يهدم كنائسها، ولا يجلي رهبانها، ففتحوها له، وبنى بها مسجدا، وأقام أياما ثم رجع إلى المدينة.


بعد أن كتب الله النصر للمسلمين وفتحوا إيليا بيت المقدس طلب أهله أن يصالحوا على صلح أهل مدن الشام، وأن يكون المتولي للعقد عمر بن الخطاب، أبى بطريقها أن يسلم مفاتيح القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب، فحضر عمر رضي الله عنه والقصة في دخوله مشهورة، حيث كان يتناوب على بعير مع خادمه، فكانت نوبة عمر المشي حين وصولهم إلى القدس، ولم يرض عمر أن يركب بدلا عن خادمه مع طلب الخادم ذلك، ولم يأبه لتلك الوجاهات المزيفة فدخلها ماشيا، فكان ذلك من العلامات التي زعم البطريق أنها تكون فيمن يستلم المفاتيح، فأخذها عمر وصلى في بيت المقدس واتخذه مسجدا كما كان، ولم يصل بالقرب من الصخرة رغم مشورة بعضهم له بذلك، ثم عقد الصلح مع أهلها وكتب بذلك الشروط المشهورة بالشروط العمرية.