Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
بعد أن احتلت فرنسا الجزائر سنة 1246هـ عزمت على احتلال تونس وقامت مقابل ذلك بالتنازل لإنكلترا عن مصر، فبدأت بالتدخل أولا في أمور الدولة بحجة الديون، ثم قامت باستغلال خلاف افتعلته على الحدود مع الجزائر، واتهمت تونس بإيواء المجاهدين الجزائريين في أراضيها، وأنها لا بد لها من التدخل لقمع هؤلاء المجاهدين وجيوبهم، فقامت بحملة عسكرية، ودخلت الأراضي التونسية، ثم لم تلبث أن وصلت إلى قصر باردو الذي كان فيه حاكم تونس الباي محمد الصادق، وفرضت عليه معاهدة الحماية، فاجتمع الباي بكبار رجال دولته، وعرض عليهم الأمر، وكان الحاضرون يميلون إلى رفض الحماية وإعلان المقاومة والجهاد وتعبئة الأمة لذلك، لكن ذلك لم يجد آذانا مصغية أمام تهديد الفرنسيين بخلع الباي محمد الصادق عن العرش وتنصيب أخيه "الطيب باي" مكانه إذا رفض التوقيع على المعاهدة، وكان ممثلو الاحتلال الفرنسي ينتظرون في غرفة مجاورة للحجرة التي اجتمع فيها السلطان برجاله، وبعد ساعتين من الاجتماع خرج باي تونس حاملا نسختي المعاهدة وقد وقع عليهما! وبذلك انتهى الاستقلال الفعلي لتونس بعد توقيع المعاهدة التي عرفت بمعاهدة "باردو" وتضمنت هذه المعاهدة تقييد سلطة الباي، ووضعه تحت حماية فرنسا، وسلبت تونس كل مقومات الدولة المستقلة.
وغدا المقيم العام الفرنسي في تونس الحاكم الحقيقي للبلاد! ثم لم تلبث أن زادت القوات الفرنسية، وأصبحت تفرض نفسها كالاحتلال العسكري تماما، فأصبحت تونس تحت النفوذ الفرنسي واحتلاله، ثم بدأت بفرنسة تونس، بتنفيذ عدة إجراءات ثقافية واقتصادية واجتماعية، ثم عدلت معاهدة الحماية السابقة قسرا سنة 1300هـ فصارت بذلك تونس تحت يد المقيم العام الفرنسي والحماية العسكرية الفرنسية!!
خان اليهود في مدينة صفاقس الشعب التونسي المسلم، وذلك حين أخبروا البارجة الفرنسية "ألكرسيكي" باستعداد الأهالي من المسلمين لمقاومتهم، فأحجمت البارجة عن مهاجمة المدينة لحين التزود، ثم هاجمتها بمعاونة 6 بوارج إضافية أخرى.
لم يرضخ الشعب التونسي لاحتلال فرنسا لبلاده تحت عنوان براق، وهو إعلان الحماية، والذي استهدفت فرنسا من اختياره عدم إثارة الدول الأوروبية، والتمويه على أبناء تونس بأنها لم تحتل بلدهم، وتنزلها منزلة المستعمرات، وحتى تحمل الجانب الوطني نفقات الاحتلال.
واشتعلت الثورة في معظم أنحاء تونس، وعجزت فرنسا عن وقف العمليات الحربية في تونس، واتضح أن القبائل التي تسكن شرقي تونس وجنوبها أظهرت رفضها وعداءها للطريقة التي خضع بها الباي لطلبات الفرنسيين، وعلت الأصوات داعية إلى الجهاد والبذل والعطاء، وفي الوقت نفسه اتصلت رسل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بالمجاهدين تعلن رفض السلطان للمعاهدة ووقوفه إلى جانب الشعب، وتمكن المجاهدون من قطع المواصلات، وفرت معظم جنود الباي إليهم، وأعلن المسلمون الجهاد ضد الفرنسيين.
وبعد أن كانت فرنسا تفكر في أنه يكفي أن يقوم جيش صغير على استتباب الأمن في تونس، لكنها وجدت أنها تعاني مشكلة كبيرة في السيطرة على البلاد، وتطلب ذلك تعاون الأسطول الفرنسي مع الجيش، وحشد قوات جديدة بلغت خمسا وأربعين ألف جندي.
وكان قد تزعم حركة المقاومة في مدينة قابس "علي بن خليفة" إلى جانب كثيرين قادوا الثورة في صفاقس والقيروان، وقد حاول علي بن خليفة أن يوحد القيادة في شخصه، واجتمع لهذا الغرض مع مجاهدي صفاقس والقيروان، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح بعد أن أصر زعيم كل منطقة أن يتولى الأمر بنفسه، فاستطاعت فرنسا أن توقع بهم واحدا بعد الآخر.
وكان من جراء ذلك أن سقطت قابس في أيدي المحتلين الفرنسيين بعد مقاومة شديدة، في 28 شعبان من هذه السنة!