سلسلة منهاج المسلم - (200)


الحلقة مفرغة

الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي، أي: الجامع للشريعة الإسلامية بكاملها: عقائد وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وقد انتهى بنا الدرس في الأحكام إلى حد الزنا، فهيا بنا ندرس ونعلم.

أولاً: تعريفه

[أولاً: الزنا: هو الوطء المحرم في قبل كان أو دبر] الزنا هو الوطء المحرم في قبل -أي: فرج- أو في دبر. ذلكم هو الزنا.

ثانياً: حكمه

[ثانياً: حكمه: الزنا من أكبر الذنوب بعد الكفر والشرك وقتل النفس] من أكبر الذنوب الزنا ولكن بعد الكفر بالله والشرك وقتل النفس [ومن أكبر الفواحش على الإطلاق] أكبر الفواحش وأقبحها الزنا [حرمه الله تعالى بقوله: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا [الإسراء:32]] هذا نهي إلهي [ووضع لفاعله حداً] أي: ووضع الله تعالى لفاعل الزنا حداً يحد به [وذلك بقوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]] هذا حد الله.

[وقال فيما أنزله من القرآن ونسخ لفظه دون حكمه: (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله_ كانت آية تقرأ ونسخ الله هذا اللفظ وبقي الحكم طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم [وقال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: {لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن}] لما يجحد الإنسان الله خالقه، ويجحد البعث والجزاء يقع في الزنا، ولكنه إذا كان يذكر الله والدار الآخرة فلا يمكن أن يزني.

فمن كان يذكر الله لا يقع على الفاحشة ويزني، مستحيل! عندما يذكر الدار الآخرة وأنه سيموت ويحاكم ويجزى ويأتي هذا في قلبه أن يقع على الزنا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: {لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن

[وقال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أعظم الذنوب: {أن تزاني بحليلة جارك}] سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أعظم الذنوب فقال: {أن تزاني بحليلة جارك}، أي: امرأة جارك -والعياذ بالله- فهذا من أعظم الذنوب وأقبحها.

ثالثاً: الحكمة من تحريم الزنا

[ثالثاً: حكمة تحريمه:

من الحكمة في تحريم الزنا: المحافظة على طهارة المجتمع الإسلامي، وصيانة أعراض المسلمين، وطهارة نفوسهم، والإبقاء على كرامتهم، والحفاظ على شرف أنسابهم وصفاء أرواحهم] هذه حكمة تحريم الزنا.

من الحكمة في تحريم الزنا:

أولاً: المحافظة على طهارة المجتمع الإسلامي.

ثانياً: صيانة أعراض المسلمين.

ثالثاً: طهارة نفوسهم.

رابعاً: الإبقاء على كرامتهم والحفاظ على شرف أنسابهم وصفاء أرواحهم.

[أولاً: الزنا: هو الوطء المحرم في قبل كان أو دبر] الزنا هو الوطء المحرم في قبل -أي: فرج- أو في دبر. ذلكم هو الزنا.

[ثانياً: حكمه: الزنا من أكبر الذنوب بعد الكفر والشرك وقتل النفس] من أكبر الذنوب الزنا ولكن بعد الكفر بالله والشرك وقتل النفس [ومن أكبر الفواحش على الإطلاق] أكبر الفواحش وأقبحها الزنا [حرمه الله تعالى بقوله: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا [الإسراء:32]] هذا نهي إلهي [ووضع لفاعله حداً] أي: ووضع الله تعالى لفاعل الزنا حداً يحد به [وذلك بقوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]] هذا حد الله.

[وقال فيما أنزله من القرآن ونسخ لفظه دون حكمه: (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله_ كانت آية تقرأ ونسخ الله هذا اللفظ وبقي الحكم طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم [وقال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: {لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن}] لما يجحد الإنسان الله خالقه، ويجحد البعث والجزاء يقع في الزنا، ولكنه إذا كان يذكر الله والدار الآخرة فلا يمكن أن يزني.

فمن كان يذكر الله لا يقع على الفاحشة ويزني، مستحيل! عندما يذكر الدار الآخرة وأنه سيموت ويحاكم ويجزى ويأتي هذا في قلبه أن يقع على الزنا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: {لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن

[وقال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أعظم الذنوب: {أن تزاني بحليلة جارك}] سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أعظم الذنوب فقال: {أن تزاني بحليلة جارك}، أي: امرأة جارك -والعياذ بالله- فهذا من أعظم الذنوب وأقبحها.

[ثالثاً: حكمة تحريمه:

من الحكمة في تحريم الزنا: المحافظة على طهارة المجتمع الإسلامي، وصيانة أعراض المسلمين، وطهارة نفوسهم، والإبقاء على كرامتهم، والحفاظ على شرف أنسابهم وصفاء أرواحهم] هذه حكمة تحريم الزنا.

من الحكمة في تحريم الزنا:

أولاً: المحافظة على طهارة المجتمع الإسلامي.

ثانياً: صيانة أعراض المسلمين.

ثالثاً: طهارة نفوسهم.

رابعاً: الإبقاء على كرامتهم والحفاظ على شرف أنسابهم وصفاء أرواحهم.

أولاً: حد الزاني غير المحصن

[رابعاً: حد الزنا: يختلف باختلاف صاحبه] الزنا حده يختلف باختلاف الزاني [فإن كان الزاني غير محصن] أي: شاب لم يتزوج أبداً، ولو أنه عقد ولم يجامع امرأته فما تزوج، فلا يزول الإحصان إلا إذا وطئ الزوجة [وهو الذي لم يسبق له أن تزوج زواجاً شرعياً خلا فيه بالزوجة ووطئها فيه] ولو خلا فيها فقط وما وطئها لم يكن محصناً.

أقول: حد الزنا يختلف باختلاف صاحبه، فإن كان الزاني غير محصن وهو الذي لم يسبق له أن تزوج زواجاً شرعياً خلا فيه بالزوجة ووطئها فيه فهو غير محصن.

[فإنه يجلد مائة جلدة ويغرب عاماً عن بلده] هذا حد الذي زنا وهو غير محصن: يجلد مائة جلدة ويغرب سنة، فإن كان من مكة -مثلاً- يبعثونه إلى الطائف، أو من المدينة فيبعث إلى جدة.. وهكذا، والحكمة من التغريب هو أنه لو جُلد ثم مشى بين الناس فكل من يقول هذا زنا وهذا فعل .. ويشيع هذا الأمر بين ألسنة الناس، فلكي يستر نهائياً يجلد ويغرب.

[والزانية غير المحصنة مثله إلا أن تغريبها إن كان يسبب مفسدة فلا تغرب] لكن إذا كان أخاها في الطائف -مثلاً- أو لها عمة أو أقرباء فإنهم يبعثونها ولا حرج، لكن إن خافوا أن يترتب على ذلك فساد المرأة فلا تغرب وتبقى في بلدها [لقوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]، ولقول ابن عمر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغرَّب، وأن أبا بكر ضرب وغرَّب، وأن عمر ضرب وغرَّب] ومعنى: (ضرب وغرب) أي: ضرب الزاني غير المحصن وغربه إلى بلد آخر، هكذا يقول ابن عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب الزاني غير المحصن وغربه، وأن أبا بكر ضربه وغربه، وأن عمر ضربه وغربه أيضاً.

[وإن كان عبداً] إذا كان الزاني غير المحصن عبد [جلد خمسين جلدة ولم يغرب] لماذا؟ [لما يضيع من حقوق سيده من خدمته له] لأنه تحت سيد يخدمه، فإذا غربناه انقطع عن العمل؛ فلهذا العبد عليه نصف العدد: خمسون جلدة فقط ولا يغرب، أما الحر فإنه يجلد مائة ويغرب.

ثانياً: حد الزاني المحصن

[وإن كان الزاني محصناً أو محصنة رجم بالحجارة حتى يموت لما كان يتلى ونسخ] أي: يقرأ من الآية المنسوخ لفظها [(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم)، ولأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجم وفعله، فقد رجم الغامدية وماعزاً رضي الله عنهما، ورجم اليهوديين لعنة الله عليهما] هذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يقول قائل: ليس في القرآن رجم، بل يكفي فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، فلفظ الآية فقد نسخ وبقي الحكم.

[رابعاً: حد الزنا: يختلف باختلاف صاحبه] الزنا حده يختلف باختلاف الزاني [فإن كان الزاني غير محصن] أي: شاب لم يتزوج أبداً، ولو أنه عقد ولم يجامع امرأته فما تزوج، فلا يزول الإحصان إلا إذا وطئ الزوجة [وهو الذي لم يسبق له أن تزوج زواجاً شرعياً خلا فيه بالزوجة ووطئها فيه] ولو خلا فيها فقط وما وطئها لم يكن محصناً.

أقول: حد الزنا يختلف باختلاف صاحبه، فإن كان الزاني غير محصن وهو الذي لم يسبق له أن تزوج زواجاً شرعياً خلا فيه بالزوجة ووطئها فيه فهو غير محصن.

[فإنه يجلد مائة جلدة ويغرب عاماً عن بلده] هذا حد الذي زنا وهو غير محصن: يجلد مائة جلدة ويغرب سنة، فإن كان من مكة -مثلاً- يبعثونه إلى الطائف، أو من المدينة فيبعث إلى جدة.. وهكذا، والحكمة من التغريب هو أنه لو جُلد ثم مشى بين الناس فكل من يقول هذا زنا وهذا فعل .. ويشيع هذا الأمر بين ألسنة الناس، فلكي يستر نهائياً يجلد ويغرب.

[والزانية غير المحصنة مثله إلا أن تغريبها إن كان يسبب مفسدة فلا تغرب] لكن إذا كان أخاها في الطائف -مثلاً- أو لها عمة أو أقرباء فإنهم يبعثونها ولا حرج، لكن إن خافوا أن يترتب على ذلك فساد المرأة فلا تغرب وتبقى في بلدها [لقوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]، ولقول ابن عمر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغرَّب، وأن أبا بكر ضرب وغرَّب، وأن عمر ضرب وغرَّب] ومعنى: (ضرب وغرب) أي: ضرب الزاني غير المحصن وغربه إلى بلد آخر، هكذا يقول ابن عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب الزاني غير المحصن وغربه، وأن أبا بكر ضربه وغربه، وأن عمر ضربه وغربه أيضاً.

[وإن كان عبداً] إذا كان الزاني غير المحصن عبد [جلد خمسين جلدة ولم يغرب] لماذا؟ [لما يضيع من حقوق سيده من خدمته له] لأنه تحت سيد يخدمه، فإذا غربناه انقطع عن العمل؛ فلهذا العبد عليه نصف العدد: خمسون جلدة فقط ولا يغرب، أما الحر فإنه يجلد مائة ويغرب.




استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
سلسلة منهاج المسلم - (51) 4152 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (95) 4078 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (63) 3865 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (139) 3859 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (66) 3832 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (158) 3820 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (84) 3744 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (144) 3642 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (71) 3626 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (101) 3605 استماع