كتاب الجهاد [4]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.

أما بعد:

فبأسانيدكم إلى الإمام أبي داود رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في المصحف يسافر به إلى أرض العدو

حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ).

قال مالك: أراه مخافة أن يناله العدو].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيما يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا

حدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في دعاء المشركين

حدثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميراً على سرية أو جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيراً وقال: إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتها أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا دارهم، فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله تعالى وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم؛ فإنكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم، ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم ) ].

وهذا دليل على أنه ثمة فرق بين أصل المسألة من جهة الدليل وبين تنزيلها، فقد يملك الإنسان الدليل لكن لا يستطيع أن ينزله على الموضع لاختلاف القرائن والمصالح والمفاسد المحتفة به، فينبغي للإنسان في مسائل الاجتهاد أن يبدي أن هذا اجتهاد منه لا حكم الله عز وجل حتى لا يؤخذ على أنه حكم لله فتوصف الشريعة مثلاً بالتناقض أو التردد وغير ذلك.

ثم أيضاً إذا أنزل حكماً مغايراً في موضع آخر يشابهها في الظاهر ويخالفها في الباطن فإنه لا يوصف بتناقض الشريعة أو بالهوى فيكل الأمر إلى أنه اجتهاد خاص منه لا أنه حكم لله سبحانه وتعالى، وفي هذا إشارة إلى أنه مما يؤخذ من النظر في شريعة الله سبحانه وتعالى أنه تشريع عن الله، فينبغي للإنسان أن يتقي الله سبحانه وتعالى إذا كان ينزل مسألةً على صورة لا يقطع بها وإنما غلبة الظن، فوجود الأدلة لا يعني تنزيلها في كل حال، بل ينزلها على رأيه والدليل يجعله لمن صدر منه سواء من كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال سفيان بن عيينة: قال علقمة فذكرت هذا الحديث لـمقاتل بن حيان فقال: حدثني مسلم - هو ابن هيصم - عن النعمان بن مقرن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث سليمان بن بريدة .

حدثنا أبو صالح الأنطاكي محبوب بن موسى قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اغزوا باسم الله وفي سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً ).

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن خالد بن الفرزي قال: حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً ولا صغيراً ولا امرأة ولا تغلوا، وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195] )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب بعث العيون

حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا سليمان - يعني: ابن المغيرة - عن ثابت عن أنس قال: ( بعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبسة عيناً ينظر ما صنعت عير أبي سفيان )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مر به

حدثنا عياش بن الوليد الرقام قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أتى أحدكم على ماشية فإن كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإن أذن له فليحلب وليشرب، فإن لم يكن فيها فليصوت ثلاثاً فإن أجابه فليستأذنه وإلا فليحتلب وليشرب ولا يحمل ).

حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر عن عباد بن شرحبيل قال: ( أصابتني سنة فدخلت حائطاً من حيطان المدينة ففركت سنبلاً فأكلت وحملت في ثوبي، فجاء صاحبه فضربني وأخذ ثوبي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما علمت إذ كان جاهلاً، ولا أطعمت إذ كان جائعاً، أو قال: ساغباً، وأمره فرد علي ثوبي وأعطاني وسقاً أو نصف وسق من طعام ).

حدثني محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي بشر قال: سمعت عباد بن شرحبيل - رجلاً منا من بني غبر - بمعناه.

حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة -وهذا لفظ أبي بكر- عن معتمر بن سليمان قال: سمعت ابن أبي حكم الغفاري يقول: حدثتني جدتي عن عم أبي رافع بن عمر الغفاري قال: ( كنت غلاماً أرمي نخل الأنصار، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا غلام لم ترمي النخل؟ قال: آكل، قال: فلا ترم النخل وكل مما يسقط في أسفلها، ثم مسح رأسه فقال: اللهم أشبع بطنه ) ].

ابن أبي الحكم وجدته مجهولان.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الطاعة

حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، عبد الله بن قيس بن عدي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية أخبرنيه يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس )].

وهذه الآية وهي قول الله عز وجل: وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، نزلت في أمير السرية في الجهاد وهو أصل نزولها، وتعم كل أمير قام بأمر الله.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً وأمر عليهم رجلاً، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأجج ناراً وأمرهم أن يقتحموا فيها، فأبى قوم أن يدخلوها وقالوا: إنما فررنا من النار، وأراد قوم أن يدخلوها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو دخلوها -أو دخلوا فيها- لم يزالوا فيها، وقال: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: حدثني نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ).

حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: حدثنا حميد بن هلال عن بشر بن عاصم عن عقبة بن مالك من رهطه قال: ( بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلاً منهم سيفاً فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعجزتم إذ بعثت رجلاً منكم فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يؤمر من انضمام العسكر وسعته

حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ويزيد بن قبيس -من أهل جبلة ساحل حمص وهذا لفظ يزيد- قالا: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله يقول: حدثنا أبو ثعلبة الخشني قال: ( كان الناس إذا نزلوا منزلاً - قال عمرو: كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً - تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان، فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمهم ).

حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال: ( غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا، فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي في الناس أن من ضيق منزلاً أو قطع طريقاً فلا جهاد له ).

حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية عن الأوزاعي عن أسيد بن عبد الرحمن عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ عن أبيه قال: ( غزونا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم، بمعناه )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في كراهية تمني لقاء العدو

حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - يعني: ابن معمر وكان كاتباً له - قال: ( كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو قال: يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم )].




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
كتاب الطهارة [5] 2705 استماع
كتاب الطهارة [8] 2685 استماع
كتاب الترجل - كتاب الخاتم 2314 استماع
كتاب الصلاة [21] 2309 استماع
كتاب الأيمان والنذور [2] 2297 استماع
كتاب الطهارة [9] 2291 استماع
كتاب الطهارة [2] 2214 استماع
كتاب الطهارة [4] 2162 استماع
كتاب الصلاة [20] 2124 استماع
كتاب الصلاة [6] 2114 استماع