سفرتْ فبرقعها حجابُ جمالِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سفرتْ فبرقعها حجابُ جمالِ | وَصَحَتْ فَرَنَحَّهَا سُلاَفُ دَلاَلِ |
وجلتْ بظلمة ِ فرعها شمسَ الضّحى | فمحى نهارُ الشّيبِ ليلَ قذالِ |
وتبسّمتْ خلفَ الّثامِ فخلتها | |
ورنتْ فشدَّ على القلوبِ بأسرها | أسدُ المنية ِ منْ جفونِ غزالِ |
وا كنتُ أدري قبلَ سودِ جفونها | أنَّ الجفونَ مكامنُ الآجالِ |
بِكْرٌ تَقَوَّمَ تَحْتَ حُمْرِ ثِيَابِهَا | فِيْهِ عَلَى الإِجْمَالِ كُلُّ فَضِيلَة ٍ |
ريّانة ٌ وهبَ الشّبابَ أديمها | لطفَ النّسيمِ ورقّة َ الجريالِ |
عذبت مراشفها فأصبحَ ثغرها | كَالأْقْحُوَانِ عَلَى غَدِيرِ زُلاَلِ |
وَسَخَا الشَّقِيقُ لَهَا بِحَبَّة ِ قَلْبِهِ | فاستعملتها في مكانِ الخالِ |
حَتَّامَ يَطْمَعُ فِي نَمِيرِ وِصَالِهَا | قلبيْ فتوردهُ سرابَ مطالِ |
عُلَّتْ بِخَمْرِ رُضَابِهَا فَمِزَاجُهَا | لَمْ تَصْحُ يَوْماً مِنْ خُمَارِمَلال |
هيَ منيتيْ وبها حصول منيّتي | وضياء عيني وهيَ عينُ ضلالي |
أَدْنُو إِلْيْهَا وَالْمَنِيَّة ُ دُونَهَا | فأرى مماتي والحياة ُ حيالي |
تخفى فيخفيني النّحولُ وينجلي | فيقومُ في اللّيلِ التّمامِ ظلالي |
علقتْ بها روحي فجرّدها الضّنى | مِنْ جِسْمِهَا وَتَمَلَّقَتْ بِمِثَالِ |
فلو أنني منْ غيرِ نومٍ زرتها | وَتَتَبَّعُوا الآثَارَ مِنْهُ فَحَاوَلُوا |
لم يبقِ منّي حبها شيئاً سوى | نَفَرٌ إِذَا سُئِلُوا فَأَبْحَارٌ وَإِنْ |
مَنْ لَمْ يَصِلْ فِي الْحُبِّ مَرْتَبَة َ الْفَنَا | فوجودهُ عدمٌ وفرضُ محالِ |
فكري يصوّرها ولمْ ترَ غيرها | عيني ورسمُ جمالها بخيالي |
فوقي وقدّامي وعكسهما أرى | منها المثالَ ويمنتي وشمالي |
بَانَتْ فَلاَ سَجَعَتْ بَلاَبِلُ بَانَة ٍ | إلا أبانتْ بعدها بلبالي |
أَنَا فِي غَدِيرِ الْكَرْخَتَيْنِ وَمُهْجَتِي | معها بنجدٍ في ظلالِ الضّالِ |
حيّا الحيا حيّا بأكنافِ الحمى | فَأَتَى بِكُلِّ مُطَهَّرٍ مِفْضَالِ |
حيّا حوى الأضدادِ فيهِ فنقعهُ | ليلٌ يقابلهُ نهارُ نصالِ |
تَلْقَى بِكُلٍّ مِنْ خُدُودِ سَرَاتِهِ | شمساً قدِ اعتنقتْ ببدرِ كمالِ |
جَمَعَ الضَّرَاغِمَ وَالْمَهَى فَخِيَامُهُ | كُنُسُ الْغَزَالِ وَغَابَهُ الرِّئبَالِ |
وسقى زماناً مرَّ في ظهرِ النّقا | وليالياً سلفتْ بعينِ أثالِ |
ليلاتِ لذّاتٍ كأنَّ ظلامها | خالٌ على وجهِ الزّمانِ الخالي |
نُظِمَتْ عَلَى نَسَقِ الْعُقُودِ فَأَشْبَهَتْ | بيضَ اللآليْ وهي بيضُ ليالي |
قَلْبي وَكُلُّ جَوَارِحِي وَمَفَاصلِي | كمْ بينَ منْ جلّى وبينَ التّالي |
للهِ كَمْ لَكَ يَا زَمَانِي فِيَّ مِنْ | جُرْحٍ بَجَارِحَة ٍ وَسَهْمٍ وَبالِ |
صَيْرَتَني هَدَفاً فَلَوْ يَسْقِي الْحَيَا | جَدَثِي لأَرْبَتْ تُرْبَتِي بِنِبَالِ |
سَمْحٌ بِهِ انْفَرَجَتْ عُيُونُ قَرِيحَتِي | مَسَحَتْ عَلَيْهِ رَاحَة ُ الإِقْبَالِ |
بنداهُ علّمني القريضَ فصغتهُ | فَأَتَيْتُ فِيْهِ مُرَصَّعَ الأَقْوَالِ |
وَلَهِجْتُ فِيْهِ وَكَانَ دَهْراً عَاطِلاً | فأزنتهُ منهُ بحليِ خصالِ |
وَلَفَظْتُ بَعْضاً مِنْ فَرَائِدِ لَفْظِهِ | فَجَعَلْتُهُ وَسَطاً لِعِقْدِ مَقَالِي |
أتلو مدائحهُ فيعبقُ طيبها | وكذا القوافي العالياتُ غوالي |
يا زينة َ الدّنيا ولستُ مبالغاً | وأجلَّ أهليها ولستُ أغالي |
هُنِّيتَ بِالأَفْرَاحِ يَا أَسَدَ الشَّرَى | بختانِ سبطٍ أكرمَ الأشبالِ |
سبطٍ تشرّفَ في أبيهِ وجدّهِ | وَنَجَابَة ِ الأَعْمَامِ وَالأَخْوَالِ |
مَا فِي أَبِيهِ السِّيدِ الْلاوِي بِهِ | منْ فتكة ٍ وسماحة ٍ ومعالي |
منذُ استهلَّ بهِ تبيّنَ ذا ولمْ | تلدِ الأفاعي الرّقمُ غيرَ صلالِ |
بالمهدِ قدْ أوتي الكمالَ وإنّما | غَلَبَتْ عَلَيْهِ عَادَة ُ الأَطْفَالِ |
نُورٌ أَتَى مِنْ نَيِّرَينِ كِلاَهُمَا | منكَ استفادا أيِّ نورِ جلالِ |
سَعْدَاهُمَا اقْتَرَنَا مَعاً فَتَثَلَّثَا | بجبينِ أيِّ فتى ً سعيدِ الفالِ |
يجري الصّبا في عودهِ فتظنّهُ | نصلاً ترقرقَ فيهِ ماءُ صقالِ |
وَيَلُوحُ نُورُ الْمَجْدِ وَهْوَ بِمَهْدِهِ | فِيْهِ فَتَحْسَبُهُ شُعَاعَ ذَبَالِ |
فَعَسَاكَ تَخْتُنُ بَعْدَهُ أَوْلاَدَهُ | فِي أَحْسَنِ الأَوْقَاتِ وَالأَعْمَالِ |
وَعَسَى لكَ الرَّحْمنُ يَقْبَلُ دَعْوَتِي | ويجيبُ فيكَ وفي بنيكَ سؤالي |