إذا سباكِ قائدُ التتار |
وصرتِ محظية.. |
فشد شعرا منك سعار |
وافتض عذرية.. |
واغرورقت عيونك الزرق السماوية |
بدمعة كالصيف ، ماسية |
وغبت في الأسوار ، |
فمن ترى فتح عين الليل بابتسامة النهار؟ |
*** |
مازلتِ رغم الصمت والحصار |
أذكر عينيك المضيئتين من خلف الخمار |
وبسمة الثغر الطفولية.. |
أذكر أمسياتنا القصار |
ورحلة السفح الصباحية |
حين التقينا نضرب الأشجار |
ونقذف الأحجار |
في مساء فسقية ! |
**** |
قلتِ – ونحن نسدل الأستار |
في شرفة البيت الأمامية: |
لاتبتعد عني |
انظرْ إلى عيني |
هل تستحق دمعةً من أدمع الحزن؟ |
ولم أجبكِ، فالمباخر الشآمية |
والحب والتذكار |
طغت على لحني |
لم تبق مني وهم ، أغنية ! |
وقلتُ ، والصمت العميق تدقه الأمطار |
على الشوارع الجليدية: |
عدتُ إليك..بعد طول التيه في البحار |
أدفن حزني في عبير الخصلات الكستنائية |
أسير في جناتك الخضر الربيعية |
أبلٌ ريق الشوق من غدرانها ، |
أغسل عن وجهي الغبار!! |
نافحتُ عنك قائد التتار |
رشقتُ في جواده..مدية |
لكنني خشيت أن تَمسّكِ الأخطار |
حين استحالت في الدجى الرؤية |
لذا استطاع في سحابة الغبار |
ان يخطف العذراء....تاركا على يدي الأزرار |
كالوهم ، كالفريه ! |
.......... ............ ......... |
(......ما بالنا نستذكر الماضي ، دعي الأظفار... |
لا تنبش الموتى ، تعرى حرمة الأسرار.....) |
**** |
يا كم تمنت زمرة الأشرار |
لو مزقوا تنورة في الخصر...بُنيّة |
لو علموك العزف في القيثار |
لتطربيهم كل امسية |
حتى إذا انفضت أغنياتك الدمشقية |
تناهبوك ؛ القادة الأقزام..والأنصار |
ثم رموك للجنود الانكشارية |
يقضون من شبابك الأوطار |
**** |
الآن...مهما يقرع الإعصار |
نوافذ البيت الزجاجية ، |
لن ينطفي في الموقد المكدود رقص النار |
تستدفئ الأيدى على وهج العناق الحار |
كي تولد الشمس التي نختار |
في وحشة الليل الشتائية! |