تَجَالَلْتُ عَنْ فِهْرٍ وَعَنْ جَارَتَيْ فِهْرِ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
تَجَالَلْتُ عَنْ فِهْرٍ وَعَنْ جَارَتَيْ فِهْرِ | وودعت نعمى بالسلام وبالهجر |
وقالت سليمى فيك عنا تثاقلٌ | مَحَلُّلكَ نَاءٍ وَالزِّيَارَة ُ عَنْ غَفْرِ |
أخِي فِي الْهَوَى مَالِي أرَاكَ هَجَرْتَنَا | وقد كنت تقفونا على العسر واليسر |
صدودك عنا غير ناءٍ لطية ٍ | فَأصْبَحْنَ لاَ يُرْكَبْنَ إِلاَّ الْوَغَى |
فَكُنْ كَأخ لاَقَى أخاً فَأبَاحَهُ | أحَادِيثَ لَيْسَتْ مِنْ سِرَارٍ وَلاَ جَهْرِ |
رَأيْتُكَ قَدْ شَمَرْتَ تَشْميرَ بَاسِلٍ | وقد كنت ذيال السرابيل والأزر |
تطرفُ بالروحاء صرام خلة ٍ | ووصال أخرى ما يقيم على أمر |
وَرَكَّابَ أفْرَاس الصَّبَابَة ِ والصِّبَا | جرت حججاً ثم استقرت فما تجري |
فَقُلْتُ لَهَا إِذْ وُقِّفَتْ فِي سُرُوجِهَا | بعاقبة أقرو الحديث ولا أمري |
ثَنَى وَجْهَهَا الْمَهْدِيُّ يَوْمَ لَقِيتُهَا | وقد زانها الحناء في قصبٍ عشرِ |
فأصبحن لا يركبن إلا إلى الوغى | وَأصْبَحْتُ لاَ يُزْرَى عَلَيَّ وَلاَ أُزْرِي |
تثاقلت إلا عن يدٍ أستفيدها | وَزَوْرَة ِ أمْلاَكٍ أشُدُّ لَهَا أزْرِي |
تعبي سليمى بالرضى أو تبدلي | مِنَ النَّاسِ قَدْرِي إِنْ أصَبْتِ فَتًى قَدْرِي |
نهاني أمير المؤمنين فبركت | رِكَابُ الصِّبَى حَتَّى وَعَيْتُ إِلَى كَسْرِ |
وأخرجني من وزر سبعين حجة ً | فتى ً هاشمي يقشعر من الوزر |
فَلاَ تَعْجَبِي منْ خَارِجٍ مِنْ غَوَايَة ٍ | نوى رشداً قد يعرضُ الأمرُ في الأمرِ |
فهذا أواني قد شرعتُ مع التقى | وماتت همومي الطارقاتُ فما تسري |
دفنتُ الهوى حياً فلستُ بزائرٍ | سليمى ولا صفراءُ ما قرقر القمري |
ومل الآن لا أصبو تناهت لجاجتي | ومات الهوى وانشق عن هامتي سكري |
عَلَى الْغَزَلَى مِنِّي السَّلاَمُ فَرُبَّمَا | لهوتُ بها في ظل مرؤومة ٍ زهرِ |
وَمُصْفَرَّة ٍ بِالزَّعْفَرَانِ جُلُودهَا | إِذَا حَلِيَتْ مِثْلَ الْهِرَقْلِيَّة ِ الصُّفْرِ |
وغيرى ثقالِ الردف هبت تلومني | وَلَوْ شَهِدَتْ قَبْرِي لَصَلَّتْ عَلَى قَبْرِي |
تَرَكْتُ لِمَهْدِيٍّ الصَّلاَة ِ رُضَابَهَا | وَرَاعَيْتُ عَهْداً بَيْنَنَا لَيْسَ بِالْخَتْر |
وكنت إذا اعتلت علي قرينة ٌ | ملأت بأخرى غادة ٍ لدنة ٍ حجري |
وعارضة ٍ سراً وعندي منادحٌ | فَقُلْتُ لَهَا لا أَشْرَبُ الماءُ بِالْخَمْرِ |
ولَوْلاَ أَميرُ الْمُؤْمِنينَ مُحَمَّدٌ | لقبَّلتُ فاها أو جعلتُ بها فطري |
لَعَمْرِي لَقَدْ أَوْقَرْتُ نَفْسي خَطِيئَة ً | فما أنا بالمزداد وقراً على وقر |
وَفَاسِقِ قَوْم قَدْ دَنَا بِنَصِيحَة ٍ | فأزريتهُ قد ينفعُ العاشقُ المزري |
أقولُ لعمرو يوم غاب ابن عمه | ولاَ بُدَّ مِنْ قَوْلٍ يُؤَدَّى إِلَى عَمْرِو |
سعى في فسادي مرة ً فشفيتهُ | مرَاراً كِلاَ يَوْمَيَّ شَرًّا منَ الدَّهْرِ |
وَلاَ يَضْبِطُ الْعَثْرَاءَ إِلاَّ ابْنُ حُرّة ٍ | سَبُوقٌ بِحَدِّ السَّيْف مُطَّلعُ الْعُذْرِ |
ولولا اصطناعي مالكاً وابن مالكٍ | قَديماً لَمَا زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ في الْبَحْرِ |
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْقَوْمَ خَفَّتْ حُلُومُهُمْ | يَرُومُونَ بَحْراً لَمْ أعَرِّجْ عَلَى بَحْرِ |
تركتُ الهوينا للضعيف وشمرت | بِي الْحَرْبُ تَشْمِيرَ الْحَرُورِيّ عَنْ فَتْرِ |
وعذراء لا تجري بلحمٍ ولا دمٍ | بَعِيدَة ِ شَكْوَى الأيْنِ مُلْحَمَة ِ الدَّبْرِ |
إذا طعنت فيها القبولُ تشمصت | بفرسانها لا في سهولٍ ولا وعرِ |
وإِنْ قَصَدَتْ دَلَّتْ عَلَى مُتَنَصِّبٍ | ذليلِ القرى لا شيء يفري كما تفري |
تلاعبُ نينان البحور وربما | رأيت نفوس القوم من جريها تجري |
تحملت منها صاحبي ومنصفي | تزف زفيف الهيق في البلد القفر |
إِلَى مَلكٍ مِنْ هَاشِمٍ في نُبُوءَة ٍ | ومن حميرٍ في الملك والعدد الدثرِ |
من المشترين الحمد تندى من الندى | يداه وتندى عارضاه من العطر |
كأنَّ الْمُلُوكَ الزُّهْرَ حَوْلَ سَرِيرِهِ | وَمِنْبَرِهِ الْكِرْوَانُ أَطْرَقْنَ منْ صَقْرِ |
أعاذل قد أكثرت غير مطاعة ٍ | وَمَا كُلُّ مَا يَخْشَى النَّوَاضِحُ بِالنَّقْرِ |
دَعِينِي فَإنِّي مُعْصِمٌ بِمُحَمَّدٍ | سَمِيِّ نَبِيِّ اللَّه وَالْمَلِكِ الْحُرِّ |
نشم مع الريحان طيباً فعالهُ | ذكاءً ونرجوه عياضاً من القطر |
إذا سامني خسفاً زعيمُ قبيلة ٍ | أَبَيْتُ فَلَمْ أُعْطِ الْمَقَادَ عَلَى الْقَسْرِ |
وَأَلْزَمْتُ حَبْلِي حَبْلَ مَنْ لاتُغِبُّهُ | عُفَاة ُ النَّدَى منْ حَيْثُ يَدْرِي ولاَ يَدْرِي |
فَتِيقُ بَنِي الْعَبَّاسِ يَدْعُو إِلَى النَّدَى | ويمسي دواراً في المقام وفي السفر |
إِذَا مَا دَعَا ثَابَتْ إِلَيْهِ عَصَائِبٌ | كرامٌ أعينوا بالصلاة وبالصبر |
كهول وشبانٌ عليهم مهابة ٌ | وفيهم غناءٌ للعوان وللبكر |
بنو هاشم لا يشربون على القذى | مصاليتُ لعابون بالأسل السمر |
يهزون صماً مرقلاتٍ إلى العدى | لها نفذٌ بين الرهانة والكبر |
عُرِفْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ برِقة ٍ | علينا ولم تعرف بفخرٍ ولا كبر |
بَنَى لَكَ عَبْدُ اللَّه بَيْتَ خِلاَفَة ٍ | نَزَلْتَ بِهَا بَيْنَ الْفَرَاقِدِ وَالنِّسْرِ |
وَعِنْدَكَ عَهْدٌ مِنْ وَصَاة ِ مُحَمَّدٍ | فرعت بها الأملاك من ولد النضرِ |
ورثت عليا شيمة ً أريحية ً | وَصُنْتَ ابنَ عَبّاس وأَيَّدْتَ بِالشُّكْرِ |
وَأحْرَزْتَ مِيرَاثَ النَّبِيء مُحَمَّد | على رغم قومٍ ينظرون على دعر |
وأبقى لك العباس يوماً مشهراً | إِذَا سِرْتَهُ في الذِّكْرِ جَلَّ عَن الذِّكْرِ |
مُجَالَدَة ٌ دُونَ النَّبيء بِسَيْفِهِ | بِوَادِي حُنَيْنٍ غيْرَ وَانٍ ولاَ غُمْر |
كأن دماء القوم يوم لقائه | رداع عروس بالذارعين والنحر |
عشية يدعو المسلمين بصوته | وَقَدْ نَفَرُوا وَاسْتَطْلَعَ الصَّوتَ عَنْ نَفْرِ |
وَأَنْتَ امرُؤٌ تَهْوى إِلَيْكَ قُلُوبنَا | وألبابنا يوم الهياج من الذعر |
وقفت على أمرٍ فأصبحت عارفاً | بما يتقى من بطن أمر ومن ظهر |
إِذَا الْقَطْرُ لَمُ تَغْزِرْ عَلَيْنَا سَمَاؤُهُ | بأرضٍ وثقنا من سمائك بالغزر |
وخمرٍ كبرد الماء في خمر بابل | جمعتَ فما تنفك كالماء والخمر |
وَسَيْفك مَنْصُورٌ وَأَنْتَ مُشَيَّعٌ | ومن نفرٍ لا يعصمون على وتر |
قَتَلْتَ الشُّرَاة َ النَّاكِثِينَ عَن الْهُدَى | وقنعت بالسيف المقنع بالكفر |
فَأًصْبَحَ قَد بَدلْتَهُ مِنْ قَمِيصِهِ | قَمِيصاً يَهُولُ الْعَيْنَ منْ عَلَقٍ حَمْرِ |
تروح بأرزاق وتغدو بغارة | على الناكث الضليل والحاسد المغري |
كذاك يد المهدي تضحي مطيرة ً | وَتُمْسِي حُتُوفاً للْجُبار وَمَنْ يَشْرِي |
وغيران من دون النساء كأنه | أسامة وافى الطارقات على أجر |
جَزَى اللَّهُ مَهْدِيَّ الصَّلاَة ِ كَرَامَة ً | لقد فل عن ديني وخفف من ظهري |
كساني وأعطاني وشرف مجلسي | بمجلسنا يوم الحنينة والعقر |
فأصبحت في ظل العشيرة مشرقاً | على البأو في بيت العشيرة بالعشرِ |
كأني من الأملاك أملاك هاشم | بأبوابهم من مححدين ومن مثر |
كذاك قرابين الملوك بيوتهم | مثابات من راح ومن سيدٍ غمر |
وكم رائشٍ بارٍ ولولا محمدٌ | طوته الليالي ما يريش ولا يبري |
وطاغٍ أصابتهُ سيوفُ محمدٍ | فأصبح ملقى للغراب وللنسر |
إِذَا جَلَسَ الْمَهْديُّ عَمَّتْ فُضُولُهُ | علينا كما عم الضياءُ من البدر |
هَوَ الْعَسَلُ الماذِيُّ طَوْراً وَرُبَّمَا | يكون كبير القوم مر جنى الصدر |
تدر له أخلاف در غزيرة ٌ | وَدَرَّتْ لَنَا كَفَّاهُ منْ نَائِلٍ تَجْري |
أَلاَ أَيُّهَا الْمُمْتَاحُ إِنَّ مُحَمَّداً | يؤول إلى عز ويغدو مع النصر |
مِنَ الصِّيدِ وَلاَّغُ الدِّمَاءِ إِذَا غَدَا | ومستمطرُ المعروف وقراً على وقرِ |
يقوم بأفعال الكرام وعنده | شفاءٌ من الداء: المحبة والفقرُ |
لنا كل يومٍ من يديه سحابة ٌ | تَجُودُ عَلَيْنَا بالإِنَاثِ وبالذُّكْرِ |
إمام هدى في الحمد والأجر همهُ | ولا خير فيما ليس بالحمد والشكر |
رجعت به جذلان غير مقدمٍ | شَفِيعاً وأَرْجُو أَنْ أَسُوِّغَهُ عُمْرِي |