أرشيف الشعر العربي

استشارهْ

استشارهْ

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

* كتبتُ هذه القصيدة ردّاً على تساؤل وردني من إحدى قارئات زاويتي بمجلّة اليمامة مَفَادُهُ: (كم أتَقَاضَى أجراً ماديّاً على ما أطالع القرّاء به في زاوية "إذا قلتُ مابي" ؟!).

.

.

.

نادَيْتِـني:

.. [يا تاجرهْ!!]

عَقَّـبْـتِ ..

: [.. لا..لا تغضبي..

هـذا يَقـينْ!

كلُّ الذين (يُبصبصونَ) من الزّوايا..

بالكلامِ يُـتَاجِرونْ!

.. فبأيِّ صنفٍ تفخرينْ؟!

.. بالأغنياتِ الرّاقصاتِ بِآهِنَا ..

حتى الجــنونْ؟!

بالغمغماتِ الواهناتِ الحائرهْ ..

حتى يقال إذا ذُكِرتِ: .. الشَّاعِرهْ ..

حتى وأنْتِ تَـنَاثَرِينْ؟!

حتى وأنتِ تَجَمَّدِينَ تُطوِّحينَ جِراحَنَا ..

رَهْنَ ارْتعادِكِ ..

للشِّمالِ .. ولليمينْ؟!

قُولي - بربّكِ -

كلُّ نَغْمةِ آهةٍ ..

ثَمناً لها .. كم تَقْبِضينْ؟!

أيّ الفئاتِ تُفضّلينْ ..؟

بالألْفِ ..

بالأدنى إلى العشراتِ ..

أمْ بعض القروشِ .. وتكتفينْ؟!

باللهِ .. كيف تُقايضينْ ..؟

..فأنا قَدِمْتُ خَزائني مَلأى ..

بآلافِ الأكاذيبِ الخبيئةِ من سنينْ

ويروقُ لي سوقُ الكلامِ ..

فشَـجِّعيني ..

حَـدّدِي ..

: كم تَربحـ ـ ـينْ؟!]

  

أَطلقْتِ خيلَ الأسئلهْ ..

إِثْري .. وَرُحتِ تُراقبينْ

وَأنــا .. !

أنا الميدانُ ...

صَاحبْتُ المتاهةَ والقرَارْ

ونَهلتُ ترياقَ السّكينة ..

من ينابيع الدُّوارْ!!

من قبل هذا الهَذْيِ

أ يَّـتُها الخليـَّـةُ …

من زمانِ الغابريـنْ!!

  

الشِّعرُ ..!!

عَنْهُ .. أتسألينْ؟!

هل تعلمينْ ..

أ نّي كحالِكِ لم أزلْ ..

عَطشَى إلى الخبرِ اليقينْ

كلُّ الذي أدريهِ سائلتي البليدة أ نَّني ..

في ليلةِ الميلادِ كنتُ قصيدةً ..

.. أمْرٌ .. وَقُدِّرَ ..

أَنْ أكـونْ!!

مِن يَومِها..

أنا شَــاعِرَهْ!

نَبضٌ يُزلزلني..

دَمٌ يجتاحُني حَرباً ضَرُوساً..

ثُمَّ يسكُن في عُروقِ الآخرينْ!!

تَـتَـثاءبينْ؟!

نَامِي .. دَعِيني ..

فَالخُطى متباعدِهْ !

الكذبةُ الكبرى ..

سكونُ الليلِ بعدَ الواحدهْ!

هَيَّا .. إلى دفءِ الفِراشِ ..

.. وَلِي أنـا ..

حَربُ الطقوسِ الباردهْ !

يسري وُجودي كُلُّهُ ..

في كلِّ وَمضٍ يغتوينْ

يَحْدُو:

«تُبِينُ … ألاَ تُبِينْ؟!»

يهفو لآلافِ المدائنِ ..

والحِدا .. يمضي ..

: «تُبينُ … بلى تُبينْ!»

وَيَحِلُّها .. يَحْتَلُّهَا ..

الموتُ يفترشُ المضاجعَ ..

والمضاجعُ ..

خالياتٌ .. رَاقِدهْ!

يَحدو: «سَلاماً .. جَاحِدَهْ!!»

وَيعودُ ..

ثُمَّ يَفِرُّ ..

ثُمَّ يعودُ ..

لَو تدرينَ ..

كيف يعودُ نَزَّافُ الحنينِ ..

مِن المواني الشـارِدهْ؟!

  

وَسَألْتِني:

«كم تَربحينْ؟!»

هذا الحريقُ تَلَقَّفِيهِ..

تَجَاسَرِي ..

أَ تُغامرينْ؟!

إِنِّي أحاولُ أنْ أَمُدَّ يَدِي..

فَدُونكِ .. صافحينْ!

ها قد تَرَامتْ من سمائي ..

بين أَيديكِ الكريمةِ ..

من نشيجي جَذْوةٌ ..

فَتَماسكي .. وتَلَمَّسِيها .. ثَمِّنيها ..

حَاولي ..!

لاَ..لاَ ورَبِّكِ ..

تَعجـــزينْ!

مَا أَنتِ إلاَّ مثلُ باقي المترفينْ

المـَرْءُ منهم يصطلي ..

دفءَ اشتعالي في القصيدةِ ..

ثُمَّ يهمسُ عابراً:

.. «تلك الصَّبِيةُ وَاعِدهْ!»..

يا مَرحباً .. أَ تْحَفْـتَنا ..

بالغمغمَاتِ الخَالِدهْ!!

  

مِنْ يومهـا ..

أنا ثورةٌ لا تستكينْ

ضِـدِّي!

أَجلْ .. ضِدِّي ..

وأَقصَى أُمنياتي في امتدادِ البحرِ ..

سَـطْوَتُهُ ..

تُبلِّغُني هُدى القاعِ السَّحِيقْ!

.. تَحـنُو ..

.. فَتَمْحُو كلَّ أَسرارِي ..

وتَسلُبَ خبرةَ الماضي الدفينْ !

وتَفِـرَّ بي ..

للشّاطِئ الموعودِ ..

نَشْأَةَ غُربةٍ أُخرى ..

تُرَدِّدُ: «مَنْ أَنا؟!»

مَذْهُولةً .. جَذْ لَى ..

: «.. فَقَدتُ الذَّاكِـرهْ!!»

  

نَادَيْتِني:

[ .. يَا تَاجِرهْ !!]

لَمْ تُخْطِئي ..!

إِنِّي أُصَدِّرُ غُربتي ..

.. للآخَـرِينْ!!

هَذِي يَـدِيْ ..

أَتـُـقَـايِضِـينْ؟!

1415هـ

1994م

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فاطمة محمد القرني) .

مطر !

ماذا نقول..؟!

الحَاجّ .. مِتْسَلِّيْ ..!!

رُؤْيَا

تـَعْليقْ


مشكاة أسفل ١