أنا ابنُ الحربِ الثالثة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أحسِبُها | تلك النُّجومُ | وهي تَحرسُ سَطحَ البيت | نجمةً نجمةً | هواءُ أكتوبر | حِكايةُ عجوزٍ لصغارِها | في ليلةِ حرب . | نومٌ لهُ طعمُ الذكريات البائسة . | أحتاجُ نوماً هادئاً | كغيمةٍ خفيفةٍ لا تحملُ المطر | كـ إلهٍ | يتخلّى عن كُلِّ أسمائِهِ | ويكتفي باسمٍ واحدٍ فقط | كفقير | نفخَ اللهُ في بطنِهِ خبزًا | ليَنَام | لا أحلُم بالأصدقاءِ التاركينَ | ملابسهم للغُرباء | بالحبِ الذي يُشنَقُ | بالخيانة | لــكن | كيف ؟ | وهذا الحزنُ يضعُ وسادتَهُ | قرابةَ رأسي | ويشخِّرُ كثيراً | أسمعُ بكاءَ الاطفالِ في شخيرِه | فأختنق | أين يختبئُ الهواء ؟ | وأين أضعُ رأسي | بين كلِّ هذه الأنقاض ؟ | يمتدُ الأسى على جسدي | مثل سِكَّةِ قطار | لا أنامُ | أنا ابن الحرب الثالثة | كلّما فتشتُ عن قلبي | وجدتُهُ مختبئاً | بخوذةِ أبي . | كلَّما فتشتُ عن روحي | وجدتُها وردةً منقوشةً | على ثوبِ أُمي | ثوبُها أصبحَ سجَّادةَ صلاةٍ | للناجين من فمِ الموت | . | أنا ابن الحربِ الثالثة | ميتٌ | لكّني أتنفسُ هواءَ السُجناء | ميتٌ | لكني أتحركُ | كنملةٍ أضاعتْ حبَّةَ القمح | حيٌّ | لكني أنطقُ بلغةِ الموتى | . | أنا ابن الحربِ الثالثة | ولدتُ من موّالٍ حزين | وأغنيةٍ ريفيّة . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (زين العزيز) .