ذَهَبَ الذين أحبّهم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جاء الشتاءُ وأنت ترتادين آفاق الشتاءْ | ورأيت أشجار العذاب تطلُّ من قلب المساء | لا حَوْرَ، لا صَفْصافَ، لا زيتونَ، يرفع رأسه نحو السماء | لا قلبَ جدتي العجوزْ | يدعو بأن يهمي المطرْ | خُطواتهمْ فوق القبور الصامتات ... وجدّتي | تمشي أمام الدار، تصرخ: يا ذئابْ | قوموا، ارحلوا، كَثُرَ الذباب. | يا أهل وادينا | ماذا بأيدينا | نبكي روابينا | لو تنفع الأشعار !!! | ويردّني شبح الشباب عن البكاءْ | أين المدائن غاضبات ؟!! | كنا نُنَثْوِرُ خبزنا الطاغي لكلّ الكائنات | كنا جبالاً راسيات. | سرنا ﺇﻟﻰ البعيد يحثّنا الركْبُ | وتركت رَبْعكُم الحنونْ | حتى إذا وصل المغني ﻓﻲ تقاطيع الغيومْ | شُفْنا نجوم القدس، مُسْبَلَةَ العيونْ | (وتلفّت القلبُ).(1) * | ويمر تحت السروتين مُغنيّا: | هل مر تحتكما أليفي | يبكي فَيَنشَغُ دمعهُ، | والريح تنشجُ ... والمطر | يهمي على القصر المنيفِ | هل مَرَّ تحتكما وَليفي ؟!! | ﻓﻲ الليل يرتدُّ البكاء المرُّ منهمراً ﺇﻟﻰ صدري | وطني يضيع ولا أقول: | آهٍ ... من الليل الطويل | لو كنتُ أملك أن يَرُدّا | ( ذَهَبَ الذين أحبهمْ | وبقيتُ مثل السيف فردا ).(2)** | ____ | (1) الشريف الرضي. | (2) عمرو بن معد يكرب. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عزالدين المناصرة) .