ابْكِ مثل النساءْ |
النساءُ تركن البكاءْ |
ابكِ قرب الخليلْ |
أيّها الهاربُ الذليلْ: |
- أهجنا الدموع غِزاراً، |
على مَفْرِقِ الدرب، عند الوداعْ |
وجفَّ حليبُ النساء |
وبعضُ الرجالِ بلا قَدَمٍ أو ذراعْ. |
البلاد التي غابَ عنها الدليلْ: |
البلادُ التي أصبحتْ لبني قَيْنُقاعْ |
ورثتَ البلاد، التي كان ليمونُها من حليب السماء: |
برتقال الجميلةِ، رُمَّانُ حيفا، سيوفُ القطاع |
كرمةٌ تتدرَّجُ عبر سُهولِ البقاع |
إذَنْ: من يسامحني ﻓﻲ منافي القِفارْ |
إذنْ: من يودعني أو يرافقني ﻓﻲ القطار. |
الدجاج الذي بين نار ... ونورْ |
صار يرعى الفِتَنْ |
ﻓﻲ حنايا القبورْ |
القبائلُ صارتْ ترى تحت أقدامها، |
عَلَفاً ... وبذورْ |
القبائلُ صارتْ فروعاً تقاتلُ أغصانها ... والجذورْ. |
إذنْ: ما الذي يجعل الورد ﻓﻲ صمته المندثرْ |
فَرِحاً ﻓﻲ بياض الكَفَنْ |
ابكِ مثل القبائلِ، شقشقةَ الصمتِ بين تلاع المطر |
ابكِ مثل النساء قُصورَ الوَطَنْ |
النساءُ تركن البكاء |
ﺃﻟﻢ تشهد المذبحة ؟!! |
لقمةُ الخبز مسمومةٌ جارحة |
ﺃﻟﻢ تلمح الغدر يجري كنهر تدفّقَ ﻓﻲ المنحدرْ |
ﺃﻟﻢ تشهدِ الشمسَ، مجروحةً ، ليلة البارحة. |
برتقال المطر |
شَقَّحوهُ بسيفٍ، فصرنا يتامى الحليب |
وطالت شُعورُ الصبايا، |
لَبِسنَ الحدادْ |
قضين الشهور بلا زينةٍ، دون زادْ |
حَمَلْنَ التشوُّقَ بين الضلوع، انتظرنَ المَعادْ |
أدَرْنَ الخباء ﺇﻟﻰ الخلفِ، أغلقنَ بابَ الرجوعْ. |
أيا طفلةَ النافذةْ |
أيا طفلةَ القصرِ، هيّا افتحي: |
فحمحمةُ الخيل سوف تهيجكِ، |
هيَّا افتحي |
تُباهين بالكُحل ﻓﻲ جفنك الجارحِ |
ونحن نُباهي بأسيافنا المَِشْرفيَّةِِ، لكنّها من خَشَبْ |
الكلامُ خُطَبْ |
الهواءُ خَشَبْ |
الطعام خَشَبْ |
القلوبُ سماءٌ ترفرفُ، هيّا افتحي. |
* * * |
- (المهاجرون واضحون ﻓﻲ خيامهم |
غربتهم خشب |
الأنصار يتقلّبون من نشوة ﻓﻲ دخان الشواء |
المهاجرون يتامى |
الأنصار يتقلبون ﻓﻲ أسرّة الشوك والزِنْكِ والقصديرْ |
الكلامُ حريرُ التلفزيون |
الفعل لافتاتٌ، ودمٌ سريّ ﻓﻲ الأقبية. |
يا موسى بن أﺑﻲ الغسان |
يا غلطة الوداع يا شجرة الشقاق)(1) * |
* * * |
- ابكِ مثل النساء |
النساء تركن البكاء |
النساءُ تركن البكاء. |