فَتَاتَيْ نَدِيمِي غنيا بِحَيَاتِي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فَتَاتَيْ نَدِيمِي غنيا بِحَيَاتِي | وَلا تَقْطَعَا شَوْقِي وَلا طَرباتِي |
يُكلّفُنِي مَوْلاكُمَا الْكَأسَ غَادِياً | وَكَيْفَ أطِيقُ الْكأسَ وَالْعَبَرَاتِ |
فقلت له :يكفيك ما قد أصابني | مِن الْحُبِّ في نَوْمِي وِفَي يَقَظَاتِي |
وَمَا كُلُّ مَا حَمَّلْته النَّفْس بَالِغاً | رضاك ولا كل الخطوب تواتي |
فلا تسقني أصبحت من سكرة الهوى | أَمِيدُ، ألاَ حسْبِي مِن السَّكَرَاتِ |
ذكرت حبيبي فاستهلت مدامعي | وفي الدمع أشغال عن النشوات |
لقْد قُلْتُ لِلْعَيْنِ المرِيضَة ِ بِالْهَوى : | أَفِيقِي وَإِنْ لَمْ تَفْعَلِي فَأساتِ |
وعزَّيْتُ نفْسِي عنْ عُبيْدة بِالرُّقى | لتسلى وما تسلى عن الرقيات |
فما أَعْتَبتِني الْعَيْنُ مِنْ فَيْضِ عبْرَة ٍ | ولا يرعوي قلبي إلى دعوات |
وإني لأهواها وإن كنت كاذباً | فَلاَ رُفِعتْ فِي الصَّالِحِينَ صَلاَتِي |
تَقطَّع قلْبِي زَفْرَة ً بعْد زفْرة ٍ | عليها وما صبري على الزفرات؟ |
وأحجب زواري اغتباطاً بخلوة ٍ | وما كنت أهوى قبلها خلواتي |
وأضْمرُهَا فِي النَّفْسِ حتَّى كَأنَّمَا | أكلّمُهَا بيْنِ الْحَشَا وَلَهَاتِي |
وجارِيَة ٍ فِي مُقْلتيْهَا لِنَاظِرٍ | دواء وداء غير أم عدات |
دسسْتُ إِلَيْهَا مَنْطِقِي، وَكَسَوْتُهَا | مَنَاسِبَ مِثْلَ الْوَشي فالْحِبَرَاتِ |
فجاءت ثقال الردف مهضومة الحشا | وَكَالشَّمْسِ لاتُلْفَى إِلَى أخَوَاتِ |
رأت خللاً بين الهيون فأقبلت | على خوف أعداءٍ وخوف ولاة |
وقالت لتربيها: فقا دون حاجة ٍ | لَنَا عِنْدَ أمْثَالِ الْمَهَا خَفِرَاتِ |
فَإِنكُمَا إِنْ تُعْرَفَا تُزْرِيَا بِنَا | وَبَعْضُ الْهَوَى يُرْتَادُ بِالْخَلَوَاتِ |
فَلَمَّا الْتَقَيْنَا ضِقْتُ ذَرْعاً بِمَا أرَى | وَألْقَى عَلَيْهَا مَعْشَقِي شُبهَاتِي |
فَقلْتُ لِنَفْسِي: الشّمْسُ جَلَّتْ لِنَاظِر | أم الْبَدْرُ يُجْلَى فِي قِنَاعِ فَتَاة ِ |
فَلَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَ عَيْشٍ سَرَقْتُهُ | ولا مثل حسادي على السرقات |
وَمَا كَانَ إِلاَّ مَأخَذِي بِيَمِينِهَا | وَعَضُّ بَنَانٍ كُنَّ مِنْ فَتَنَاتِ |
وَمَوْضِعُ كَفٍّ خُضِّبَتْ لِلِقَائِنَا | على كبد مجنونة الهفوات |
فَلَوْلاَ التُّقَى رَاحَتْ وَرُحْتُ عَشِيَّة ً | نَعُدُّ هَنَاتٍ بَيْنَنَا وَهَنَاتِ |
فَيَا مَجْلِساً أبْقَى لِقَلْبِكَ ذُكْرَة ً | على عدواء الشوق راديات |
إذا شئت أبكاني الحمام بصوته | وَهَاجَ عَلَيَّ الشَّوْق طُولَ سُبَاتِي |
وَعِنْدَ وَلِيَّ الْعَهْدِ شَافٍ مِنَ الْجَوَى | فَرُوحَا عَلَيْهِ ذُكْرَة ً بِشَكَاتِي |
لَعَلَّ أمِينَ اللّه مُوسَى بْنَ أَحْمَدٍ | يذوق لنا كأساً من السلوات |
هُوَ الْمَلِكُ الْمَأمُولُ وَالْقَائِمُ الذي | يُؤَلِّفُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالنَّقَدَاتِ |
من المطعمين المنعمين نعدهُ | لِيَوْم لِقَاء أوْ لِفَكِّ عُنَاة ِ |
يقوم بأفعال النبي وقوله | كَوَحْي ابْنِ بَيْضٍ فِي صَفَاءِ صِفَاتِ |
إذا فزعت يوماً لؤي بن غالبٍ | رمى دونهم بالخيل معترضاتٍ |
وإن دهموا في مأزق قام دونهم | كَمَا قَامَ جَارِي النَّبْلِ دُونَ نُبَاتِ |
على ملكه ضمت قريش وأفرطت | قبائل من ود له وعداة |
مصيخين من وقع السيوف كأنهم | خراب تلوذ من صقور فلاة |
فَقُلْ لِلَّذِي يَرْجُو الْخِلاَفَة َ بِالْمُنى : | تَنَحَّ لمِوسَى صَانِع الْحَسَنَاتِ |