الطريق
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رويدك ليس في الدنيا خلود | فلا يغررك من عمر مديد |
هي الأيام تترى لا تبالي | و تنقصنا السنون إذا تزيد |
فلا تأمل بنيل الخلد فيها | لأن المنتهى يوم جديد |
إذا امتدت بك السنوات فاعلم | بأن لمنتهاك دنا الورود |
و كم من دمعة حرى ذرفنا! | على غال و نحنا يا " فقيد" |
و كم من بسمة سعدى رسمنا! | على الشفتين إذ صرخ الوليد |
ولادات ، وأموات ، و دنيا | إذا أفل النهار فلا يعود |
*** *** *** | |
تفكر يا بن آدم في الليالي | إذا مرت و أفنتك العهود |
و قل :يا نفس أين أبي و أمي | و صحبي و الأوائل و الجدود؟ |
لقد أفنتهم كف المنايا | و من آثارهم دثرت لحود |
سيحملك الرفاق على كتوف | و بعد الدفن تفترق الحشود |
و ينصرفون عنك إلى ذويهم | و أنت بغيرأصحاب وحيد |
غريب الوافدين بلا أنيس | و قبرك ضيق و الجار دود |
و تسمع قرع نعلهم رجوعا | و ترغب أن تعود ولا تعود |
و حفرتك التي مددت فيها | هي السكنى الأخيرة و الركود |
ستنهض من رقادك ذات يوم | و تشخص إذ بصيرتك الحديد |
و تنسى المال و الأهلين فيه | و تذهل ، غير نفسك لا تريد |
هنالك توزن الأعمال عدلا | فلا المكيال ينقص أو يزيد |
يداك ستشهدان عليك حقا | و رجلاك وطرفك و الجلود |
لقد نطقوا بأمر الله صدقا | و عند الله قد صدق الشهود |
فإن ساءت فعالك خضت ويلا | شقي أنت في نار تئيد |
و إن حسنت فذا فوز مبين | و أنت بجنة الخلد السعيد |
أخي إن الحياة بذار حقل | و يوم الحشر جنيك و الحصيد |
و خير الزاد إيمان و تقوى | إذا ما جاء بالنفس الشهيد |
*** *** *** | |
على أبواب عفوك يا إلهي | و قفنا و السماحة منك جود |
و من ثقل الذنوب بنا صغار | و خوف من حسابكم شديد |
فجد يا رب بالغفران إنا | إليك نفر منك ،أيا ودود! |
سأنهيها و نفسي في اشتياق | و عندي من جواهرها المزيد |
ختام القول صلى الله ربي | على المختار ما بقي الوجود |