يوميات على جدار الحرب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
1.. | هرولت الطلقات كالقطط | .. | قالت الطفلة : | أمي .. | هل يشيخ الموتى حقاً ..؟ | صمتت الأم .. ثم قالت : | هنا.. يقاس العمر بعيون أحبابنا | الحاضرين بيننا | أو الغائبين في الحياة | دمعت عيناها..وغطت وجهها بالكفن . | 2.. | مدينة الأموات هذه | أرملةٌ ..عامل هاتف | شاعرٌ يحيك من التراب أفخاخاً لهواجس قديمة | لاشيء يملكه أحد | لا شياطين ..لا ملائكة | لا أزمة سير..فالعمل غير موجود | لا أزمة طعامٍ أو شراب ..فالموتى لا يأكلون | وحده الأمل ينبت بعلياً | لترعاه القلوب . | 3.. | القمر أرجوحةٌ في الساحة | اجتمع الأطفال الموتى ليلعبوا " شرطة وحرامية " | لم تجد الألعاب القديمة نفعاً | فلا معنى للهزيمة هنا | فاتفقوا .. | من يصاب يعود للحياة . | 4.. | خرجت الطفلةُ | وجدت قطاً ميتاً | لاعبته ..وألبسته ثياب ميتةٍ أخرى | وبدأت تعلمه العد إلى العشرة. | 5.. | مطرٌ من رصاص في الأعلى | رعدٌ لقنبلةٍ جديدةٍ | دفعة وافدين جدد | قد يلتقي الأحبة ..أو الأعداء | لكنْ | هنا..لا معنى للكره | الموت أرضٌ للسلام . | 6.. | قال الصياد : | لا بحر هنا.. | يا إلهي ..لماذا لم تخبرهم أن البحارة يدفنون في البحر | ولو ماتوا على رأس جبل . | 7.. | عاشقان ميتان.. | - حبيبتي ..لو أرى .. للثمت الكدمات واحدةً ..واحدة | - حبيبي.. لو أملك ما أشير به ..لدللتك عليها ..واحدة ..واحدة | - صوتكِ عذبٌ | - هذا ما نسيته القنبلة . | 8.. | في الفناء .. | حشد أعضاءٍ فوق بعضها | أناسٌ ينتقون ما ينقصهم | وحدها القلوب تعرف أصحابها .. | وتسير | 9.. | يصرخ ميتٌ: | أي ساعةٍ خرقاء هذه ..؟ | ما هذا النظم الأعرج..؟ | الوقت ميتٌ هنا .. | على مسافةٍ ما.. | ميتٌ آخر ينطح رأسه بالجدار | يئن ..ويكتبُ . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالوهاب عزاوي) .