يَا خَلِيلاً نبا بِنَا في الْمشيب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَا خَلِيلاً نبا بِنَا في الْمشيب | لم يعرِّج على مشار الطَّبيب |
ليس من قابلَ الأمورَ وحيداً | بحليمٍ فيها ولا بمصيب |
إنَّ البغيضَ إلينا لا نطالبهُ | يتجلَّى عنْ باطلٍ مكْذُوب |
فَاسْتشرْ ناصحاً أريباً فَإِنَّ الْـ | حظَّ في طاعة ِ النصيح الأريبِ |
قد يصيبُ الفتى أطاع أخاهُ | ومطيعُ النِّساء غير مصيبِ |
وكعابٍ من "آل سعد بن بكرٍ" | رعمتني جفونُها في المغيب |
وتقولُ :اتَّقيتَ فينا أناساً | لمْ أكُنْ أتَّقيهمُ فِي الْعُرُوب |
لا ومنْ سَبَّحَ الْحجيجُ لهُ مَا | كان ظَنِّي اتِّقاءَ عَيْنِ الرَّقِيبِ |
غير أنَّ الإمام أمسكني عنكِ | ـكِ فَقَولي فِي ذنْبه لا ذُنُوبي |
إِنَّ قلْبي مثْلُ الْجناح إِلى مَنْ | بَاتَ يدْعُو وأنْتَ غيْرُ مُجيب |
لو يطيرُ الفتى لطرتُ من الشَّو | قِ مُنيباً إِلَى الْحَبيب الْمُنيبِ |
لوْ أُلاقي منْ يَحْمِلُ الشَّوْق عَنِّي | رُحْتُ بيْن الصَّبا وبيْن الْجُنوبِ |
فبكتْ بكية َ الحزين وقالت: | كلُّ عيشٍ مودّعٌ عنْ قريب |
كنت ـ نَفْسي الْفدَا ـ فبِنْتَ فَقيداً | ارعَ ودِّي - نعمتَ - غير مريب |
لو سألتَ العلاَّم عنِّي لقالوا: | تُبْ إِلَى اللَّه منْ جَفاء الْحبيب |
غلبتْني نفْسي عليْك وإِنْ كُنْـ | مساكاً في ظلِّ ملكٍ قشيب |
كيف أرجو يوماً كيومي على الرَّ | سِّ وأيَّامِنا بحقْفِ الْكَثِيبِ |
إذْ نسوقُ المنى ونغتبقُ الرَّا | ح ويأتي الهوى على تغييب |
قدْ رانا مثلَ اليدين تلقى | هذه هذه بوُدٍّ وطيب |
تتعاطى جيداً وتلمسُ حقًّا | حينَ نخلو نراهما غيرَ حوب |
فَانْقَضَى ذَلِكَ الزَّمانُ وأبْقَى | زَمَناً رَاعَنَا بأمْرٍ عَجيبِ |
فعليك السَّلامُ خيَّمتَ في الملكِ | وغُودِرْتُ كالْمُصاب الْغريب |