قراءة في جسد اللؤلؤة
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
" دمشق " لعينيك الهوى ولي الصبر | وليس لمثلي في جنون الهوى عذر |
هنا للهوى الشامي وجهٌ وقامة | يُقَصر عن إدراك قامتها الشعر |
محياك هذي الشمس نصف شروقه | وبعض تجليِّك السحابة والبدر |
أتيت معي " أم القرى " فوق هامتي | ومكة في بطحائها ولد الفخر |
معي " قِبلة العشاق " لالاء " طيبة " | معي "نجد"و"القمح القصيمي"والتمر |
معي من هوى أبها غناءٌ وغيمة | معي الرمل والشعر السعودي والبحر |
معي من "قلاع المجد" "سيف"و"نخلة" | وعزٌّ على عليائه جَثَم " الصقر " |
" دمشق " التي أخفيتها في جوانحي | حديثٌ طويل لا يمل له ذكر |
" دمشق " هي العشق الذي لا تحده | حدودٌ هي الرؤيا دمشق هي الدهر |
هنا كان للخيل التي طال ركضها | صهيلٌ تناغيه المثقفة السمر |
على هذه الأرض التي من جذورها | زكا المجد وانداح الفدا ونما الكبر |
طمى الفتح وامتدَّت على الزهو أمة | وطأطأ وجه البغي ،وانكسر الكفر |
مِدادٌ من الأمجاد من عهدِ " آدم " | سيبقى إلى يومٍ يكون به الحشر |
لكل زمان يا " دمشق " رجاله | وكل ملمات الزمان لها " عمرو " |
فيا جنة الدنيا تنثُّ مصائبٌ | وعند جُموح العُسر ينبلج اليسر |
"دمشق" لنا الرحمن لو جحفل المدى | ولو دمدم الباغي ولو مكر المكر |
هنا زمجر الطوفان لما تخشَّبت | قلوبٌ وأعماها عن الفلق الشرُّ |
فمادت قلاع الزيف وامَّاح عُمرها | لأن قلاع الزيف ليس لها عمر |
ومن هذه الفيحاء ينداح مولدٌ | إذا جاء عيسى والمحبة والطهر |
وإني أرى فوق " الفراتين " رعشةٌ | ورُب فراتٍ منه يستوقد الجمر |
" دمشق "حملنا جرحنا وهو راعفٌ | فما تعبت رِجلٌ ولم يشك ظهر |
وما أنكرت " صنعاء "يوماً أحبة | ولا طأطأت نجد ، ولا غدرت مصر |
نموتُ على مجدٍ ونحيا على تقى | ومن ناظرينا يولد الليل والفجر |
" فنحن أناس لا توسط بيننا | لنا الصدر دون العالمين أو القبر " |