مقاطع من سيرة أبناء يعقوب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
( 1 ) | كان أبي مُجرِّباً | تعلم الأفكارَ ، والأشعارَ من مواسم الرمانِ والحبوبْ | في قرية ناعسةِ الأهداب في الجنوبْ | ( 2 ) | كان أبي يضمنا بقلبه ويستر العيوبْ | كانَ – وكنا إخوةً يأكلنا الخِلاف – | يضربنا ، يطردنا من غرفةٍ واحدةٍ | فلا نتوبْ | ( 3 ) | وكان عمي جائراً يسير بالمقلوبْ | في موسم الحصادِ يحمل الأملْ | ويحمل الرَّيحان والعسلْ | فتبدأ الأحزانْ | يبتاعها ولا يؤوبْ | ( 4 ) | وساعةُ الغروبْ | أرى أبي محوقلاً ودامعاً | وما أمرّ دمعةَ المغلوبْ | ( 5 ) | قلتُ له : أبي | وكان متعباً .. يا ولدي : | أما سمعتَ عن " عُرقوبْ " | يا ولدي : | عمُّك برقُه خَلوب | انتبهوا يا ولدي | لعلها الذنوب | ( 6 ) | ودارت الأيام وانطوى أبي | فقلت : يا "يعقوب " | قال أبي مودعاً : | اجتمعوا : | كونوا يداً واحدةً | ومديةً واحدةً | ولتجعلوا : | رماحكم واحدةٌ | قلوبكم واحدةٌ | طريقكم واحدةٌ | ستلتوي الدروب | وتكثر الخُطوبْ | ( 7 ) | وجاء عمّي ساعة الحصاد ، يطلب الغِلالْ | قلنا له محال | واصطفت الرِّماح والخُطى | لكنّه حلَّ بنا المكتوبْ | |