ذات الوشاح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أزهارُ الوادي,. | تَبعَثُ عِطرَ شذاها | ورحيق الطَّلِّ,. | يُسَلسِلُ في الأغصانِ نَداها | أهدابُ الشمس,. | تُراقب خَيط رُؤاها | ورُؤاها ترسمُ وجهَ هواها | وهواها نارٌ,. | تحرق مَن خَلفِ البابِ,. | تُلَوِّحُ للشمس يَداها | وأمام البابِ عيونٌ,. | تُغمَضُ حين تَراها | قامتُها تسمع وَقع خطاها وخطاها تسمع هَمسَ ثراها | وثراها يُنشد لحن الخِصبِ,. | ويهتف حين يراها | من سرَّبَ في عينيها النومَ,. | ومن أغمض جَفنَ الليلِ عليها,. | مَن غطاها؟؟ | ولماذا قبل طلوع الفجر دَعاها؟؟ | وأباح لجيش الرُّعبِ حماها؟ | مَن أسكنَ فيها الرُّعبَ,. | ومن أغواها؟؟ | ولماذا امتص رحيق براءتها,. | ووراء جدار الحسرة ألقاها؟ | مَن أطفأ شمعة بسمتها,. | ولماذا انقلبت شفتاها؟ | مَن مزَّق فضل عباءتها | وبثوب الاغراء كساها؟ | من أحرق قمح بيادرها | وبحب الحنظل غذَّاها؟ | ولماذا عكَّر منبعها | وبكأس الأوهام سقاها؟ | ولماذا اغتال محاسنها | بالصمت وعد خطاياها؟ | مَن تلك، وكيف تحدِّثنا | عن أنثى نجهل فحواها؟ | ولماذا صِرتَ تلاحقنا | بحكايا نجهل مغزاها؟ | عمن تسألنا، عن ليلى | فلماذا تبعث ذكراها؟! | ولماذا لا تسأل قيسا | ليصور بعض سجاياها؟! | وليقرع باب قبيلتها | بالحب ليطلب لقياها | عمن تسألنا، عن لُبنَى | أو سُعدى او مَن والاها؟ | مهلا,. | فسؤالي عن أخرى | يخفق بالحب جناحاها | حيرني وصف ملامحها | والشعر بعالمها تاها | عيناها,, كيف أصورها | والأفق الحالم عيناها | ربطت بالسحر ضفائرها | وعليه تلاقى جفناها | فكأن البدر استنسخها | وكأن الحسن تبناها | أسألكم عن ذات وشاحٍ | صبحها الرعب ومساها | تشكو والليل يلاحقها | يدفن في الظلمة شكواها | وأبوها يفتل شاربه | يغمض عينيه ويتباهى | وأخوها الأكبر يتغنى | في بلد الغربة بسواها | وأخوها الأوسط يتلهى | بنوادي الليل ويغشاها | وأخوها الأصغر يتلقى | زيف القنوات وطغواها | أما أبناء عمومتها | فقلوب تطفو بهواها | أسألكم عن أجمل انثى | رُفِعَت للخالق كفاها | شجر الزيتون موائدها | والتين المثمر حلواها | تضحك للشمس مآذنها | والبدر يتوق لنجواها | اسألكم عن ذات وشاحٍ | تمسك بالجمرة يُمناها | أنتم أخلفتم موعدها | ونقضتم بالذل عُراها | اسأل عن أجمل فاتنة | صوبها الغدر وأدماها | تشهد بالجرح مآذنها | ويحدِّث عنها أقصاها | والمسرى يسمع صرختها | ويكاد إلينا ينعاها | لو كان لها عين تبكي | لاجتاحت بالدمع رباها | عاشقة أسرف عاشقها | في الهجر، فمن يتولاها؟؟ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالرحمن العشماوي) .