جواز مرور
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
و كنتُ صَغِيراً | يُراودُنِي حُلُمٌ لا يغِيبُ عن العينِ ليلهْ . | و يملأُ أجفانَ طِفليَ | يبسِمُ لي كلَّ صبحٍ | إذا أذَّنَ الدِّيكُ | سبَّح باسمِ الذي يمنحُ الكونَ | هذا الضِّياءَ | و يُرخِي على الكونِ سُدلَه . | أنامُ فأُطبقُ جفنَيَّ أخشى انفِلاتَ الرُّؤى | من جُفونِي | تُهدهِدني فهْيَ أَكبرُ مِنِّي | و أَكبرُ من عقلِ طفلٍ إذا سارَ في الشَّمسِ | يرهَبُ ظلَّهْ . | و كنتُ إِذا ما استَفَقتُ أقُصُّ على أمِّيَ الحُلمَ | تضحكُ لي ثُمَّ تأخذُنِي فِي الضُّلوعِ | لأرتشفَ الحُبَّ كلَّهْ . | تُفسِّرُ لِي ما رأَيتُ بنومي | تقولُ : إِذا صرتَ مثلَ أَبيكَ | ستملكُ بينَ يديكَ جوازاً تمُرُّ بِهِ عبرَ كُلِّ الحُدودِ | بغيرِ مُضايقةٍ أو مذلَّهْ . | تُحلِّقُ كالطَّيرِ فوقَ البحارِ | لتسكنَ كُلَّ البلادِ البعِيدةَ | كُلَّ البِلادِ القرِيبهْ . | فلمَّا كَبرتُ | تحقَّقَ لِي نصفُ ما فسَّرتهُ الحبِيبهْ . | و نصفٌ شَوتهُ شُموسُ المنافِي | تجمَّدَ فِي زمهرِيرِ الجليدِ | تمزَّقَ ، | لم يبقَ مِنهُ سِوى صُورةِ الطِّفلِ | تأكلُ من جسمِهِ ألفُ عِلَّه. | فخبَّأتُهُ عن عُيونِي . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (جمال مرسي) .