رحيل الأحبّة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إلى والدي الشاعر عاطف كامل حياتله وشقيقي أيمن | |
اللذين رحلا دون وداع | |
* | |
رحلَ الأحبّةُ ، لم يعدْ لي مِنْ سنَـدْ | وأنا غريبٌ عـن ديـاريَ والبلَـدْ |
وحدي ، أحاربُ في هواهمْ وحدتي | وأواسي قلبـاً فـي أعـزّاءٍ فَقَـدْ |
أشتاقُهمْ في صحوَتي ، فإذا غَفَـوْ | تُ مَدَدْتُ نحوَ لِقائِهمْ، جُنحيَّ مَـدْ |
فالبُعدُ عنهـمْ فـي ازديـادٍ كلّمـا | فاضتْ سيولُ الوجدِ تجري دونَ حدْ |
ترجوكَ صفحاً يا أبي عـن تائـهٍ | جابَ المنافي، غيرَ حبّكَ ما وَجَـدْ |
كـمْ ذا تمنّـى عـودةً فـي ليلـةٍ | مِنْ غربةٍ أمسى بها خاوِ الجسَـدْ |
فمضيتَ أنـتَ بـلا وداعٍ مُسرعـاً | وبقيـتُ أزدردُ التحسّـرَ والكمَـدْ |
حتّى أتى خبرُ الحبيبِ أبي الهُدى* | فغرقتُ في الهذيانِ، حولي لا أحَـدْ |
أبكي، وما في العينِ دمعٌ يُرتجـى ; | والرّوحُ أهلك ها التصبّـرُ والجَلَـدْ |
أفَعَلتَها ؟ وخَلفتَ وعداً يـا أخـي | أوَهكذا وعدُ الشقيـقِ إذا وَعَـدْ ؟ |
كنّـا نَعُـدُّ الوقـتَ للّقيـا، فمـا | عادتْ سُنونُ الشوقِ تُحْسَبُ، أو تُعَدْ |
لمَ يبقَ لي غير انتظـارِ سويعـةٍ | فيها أُلاقـي وجـهَ تـوّابٍ صَمَـدْ |
ربّـي: أتيتـكُ داعيـاً ومـؤمّـلاً | لا تكسِفَنْ عبـداً يَمدُّ إليـكَ يَـدْ |
هَبْ خالقي من فيضِ غيثكَ رحمـةً | لأخٍ حبيبٍ غـابَ عنّـي وابتعـدْ |
عافَ الدُّنا مِـنْ خلفِـهِ، وعذابهـا | عطشاً لهوفاً نحوَ حوضكَ قـدْ وَرَدْ |
ولوالدي، من طيبِ عطفـكَ نظـرةً | واغسلْ خطاياهـمْ بحبّـاتِ البَـرَدْ |
واخلعْ عليهمْ ثوبَ عفـوِكَ كلّمـا | قطرٌ هما – يا ربُّ – أو طيرٌ غَـرَدْ |
واجمعْ مع المختارِ شمـلَ شتاتنـا | بِجنـانِ عَـدْنٍ وارفـاتٍ لـلأبَـدْ |
* | |
16/11/2007 | |
غلاسكو | |
______________ | |
* شقيقي أيمن ، وكنيته أبو هادي ، توفيّ يوم الأحد 11/11/2007 | |
وكان والدي قد توفيّ يوم 31/07/2006 | |
ودُفنا في مخيّم اليرموك قرب دمشق | |
رحمهما الله وأموات المسلمين جميعا |