حقائب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
احزموها فقـد تدانى الرحيـل | و مع الوجـد زفرة و عـويل |
يتسـاوى عند ا شتياقي جفائي | فأنا راحـل و بعضي نزيـل |
و أنا الضـدان فـيمـا أعاني | ذكرهـم قاتل، و شخصي قتيل |
سـلة الكرم لا تطيـق فراقي | و ابنة النفط كم هواها ثقيـل ! |
و تهاوت سـنابل القمح حبلى | في سـرير قد هـده التقبيـل |
كلمـا أرخت المقادير يومـا | شـاقه النأي و النوى والرحيل |
أهدر العمر في سراب كذوب | و من المـاء خانه السـلسبيل |
في ظلال الزيتون ضيع شطرا | فتـمادى بما تبـقى النخـيـل |
طال فيه الترحال حتى تراءى | خلف جفن المدى مسـار طويل |
حبس الدمع و هو بالدمع أحرى | أن تغني في وجنتيـه السـيول |
أرتج النطـق فهو أخرس قوم | بعد أن حاذرته الكبار الفحـول |
*** | |
في المطارات ماء وجهي فراش | طائر ، هابط ، صحيح ،عليـل |
ويـح أمـي تشـم ريح ثيابي | و يـداهـا لدمعـهـا منـديل |
كم جثونا على المهـود انحناء | لـوداع الأولاد كـان النـزول |
أطبـق النوم جفنهـم في ظلام | فيـه للهجـر ضربة و صليـل |
أول النوم كان في دفء حضني | فأفاقـوا و قـد دهاهـم ذهـول |
أين بابا؟! و لات حيـن جواب | غاب في الأفق ، و النجوم تزول |
آه يا شوق !كم أثرت شـجوني! | فتهـاوى في ليلـك القـنديـل |
*** | |
هـو و النجـم توأمـان و لكـن | آثـر الأرض فهـو فيهـا نزيـل |
صابر، عابر، رغـوب، غـريب | فاتـح، طامـح، خليـل، جليـل |
فيه عـز و كـبريـاء الأمـاني | و انطـلاق و وثـبـة و صهـيل |
طاف في الأرض ينسج الهم مجدا | و نضارا لا يعـتـريـه الـذبول |
يحتسـي المر من كؤوس التنائي | فـالنـوى فـوق رأ سـه إكليـل |
يا دموعـا على الحقـائب تعدو | فكـأن الحسـرات فيهـا خيـول |
احزموهـا فالخيل تضبـح عدوا | و العـلا خلـف نقعـهـا مأمول |
شـجر السـرو ينحني في وداعي | و العـصافـيـر ما لهـا ترتيـل |
مزق الدهـر خيمتي بيـن هجر | و التـقـاء ، فما عسـاي أقـول |
قدري هكـذا ، و عمري ارتحال | يا إلهي ! متى يكون القـفـول؟؟ |
* | |
عجمان 5/9/2008م |