ثنائية ُ الماء والنار
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هل حين غنيت البلاد تماوجتْ | أعطاف ليلي ؟! | أم قلت أهلا بالمليحة | هل يردُّ النار غيرُ الماءِ ، | والماء اختصارٌ | للحياة وللنشور ؟! | قالت: | - وأورق ثغرها - | قل:هل يردُّ الماء غير السَّدِّ | والسَّدُّ امتدادٌ للأواصر ِ | يجمعُ الضدين ِ | يرسلُ ومضة ً | من كهرباءِ الروح ِ | في ليل ِالشعورْ | مَنْ أنتِ؟! | قالت : زهرة ُ التفاح ِ | حين باغتها المخاضُ | للحظةِ الإشراق ِ ؛ | سنبلة ٌ تكاشفُ عريَها | أو بسمة ٌ للشوق ِبللها الندى ؛ | أو قلْ : عروسَ الماءِ | تخرج من بكارةِ صمتها | لتريكَ من آلآئها | عشرينَ قوسا ً في بهاء سمائها | مَنْ أنتَ قل لى؟! | قلتُ: المليحة ساءلتْ | ولد التفرد ، | عازف الأشواق؛ | يبحر فى جنون هيامه ؛ | بل طائر الفينيق ِ | يبعث ُ من رماد مواته | من أجل عينيك ِ البريئةِ راسمًا | سمت الأميرةِ | مقسما ً باللازَوَردِ بأنك الأحلى | وأنكِ قِبلة ٌ | للسائرينَ بدرب قيس بن الملوح ِ | يا فجاءة يومىَ المشتاق ِ | للمطر الربيعي الشفيفْ | قالت :أتطلبُ ؟! | قلت : طالبُ بسمةٍ | - وأنا المسافرُ خِلسة ً فى حسنِها - | هل تسمح الأرضُ الحنونُ | بأن يداعبها المدى | ويجول هذا الأسمرُ القرويُّ | فى فردوسِها؟! | قالت :أتعرفُ ؟! | قلت : من زغب الطفولةِ | كنت أحمل معولي | وأشدُّ محراثي | أفجِّر فى حقول الأبجديةِ ، | أشتهي زهو السنابل ؛ | أصعد الأحلام ؛ | أجمع ما يحيل صبابتي وَلَهًا | و يرجعنى إمام العاشقينْ | *** | قالت تفضل! | قلت : | أدخل من يمين الحسن ِ | هذا زنبقٌ شرهٌ | و آسٌ | قام يخطبُ ودَّ قافيتي | ويسلمني لطلة برتقال ٍ | ثار فى صدر الربيعْ | نادى شمال الحسن ِ | يا ولد التفرد من هنا | هذا أوان الجني | فاقبل أيها الحصَّادُ واملأ | فى سلال الروح ِ | فاكهة ً | و زهرا ً من حنينْ | *** | فبأي آلاءٍ أكذبُ | من صنوفِ الاختيار | و كل حديقتي تدنو | وتعلن عن ثمار كنوزها | شيئا فشيئا ً ؛ | يا زمانَ الوصل مهلا ً | كى أعيدَ كتابة التاريخ ِ | ما كان الأوائلُ | فى كتاب العشق إلاَّ بعضُ حمقى ؛ | مارسوا لغة التخاطبِ من بعيدٍ ، | أدمنوا لغة الإشارة ِ | و ارتضوْا بالقشر ِ | من لوز الجنونْ | *** | إن اختيارَ بداية التعبِ اللذيذِ | تحيلُني | لثقافة الهكسوس | ممتشقا ً حسام صبابتي | والكرُّ أقرب ما يكونُ | إلى اختبار النفس ِ | فى حُمَّى الأتونْ | *** | جَرِّبْ هنالك فرصة | للبوح واقرأ ما تيسَّر | من قصائدِ صبحها الوردي؛ | واختبر الحياة َ | ولا تقف ْ | بجوار عناب المليحة برهة ً | فهناك متسعٌ | لألف ِ طريقةٍ للقطفِ من | عنب ٍيباغت قصفك الوحشيَّ | بالطلِّ الذى | يحيى المواتَ من انبهارْ | *** | ماذا سأذكرُ | والرقابة ُ سوف تحذفُ | ما يخط السحرُ | فى وصف الذى قد كانَ | أتركُ | للخيال الرحبِ متسعا ً | لتصور الأحداثِ فى ذاك النهارْ | و سأكتفي | بالقول أنى | حينما استرعى انتباهىَ | كأسُ خمر ٍ | دارت الدنيا وضاعت | من فمي | لغة ُ القصائدِ | وانمحى | سحرُ الحوارْ ! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عاطف الجندي) .