قلماً وقِرطاساً بربكِ هاتي |
إني سأبحرُ في مكامنِ ذاتي |
وسأكتبُ الكلماتِ فوقَ مدامعي |
وعلى عيونِ الليلِ في الظُلُماتِ |
"ماذا ستكتبُ؟"، قلتُ:"هذي فرصتي |
لأعيدَ بثَّ الروحِ في الثوراتِ" |
سأخطُّ:"يا عربيُّ، إضربْ وانتفضْ |
مرغْ وجوهَ جَحافلٍ وغُزاةِ" |
قالتْ:"كلامُك رائعٌ لكنه |
يأتي كمثلِ الطعنِ في الأمواتِ" |
فصرختُ:"كيف؟ وفي العراق طفولةٌ |
ديستْ على الآفاقِِ والطُرقاتِ |
ومآذنٌ قُتلتْ لأنَّ شفاهَها |
قالتْ كلاماً رائعَ الآياتِ |
قالتْ:"بربكَ، ليسَ في أوطانِنا |
من يسمعُ الأشعارَ والدعواتِ |
فالكلُّ مشغولٌ برقصٍ داعرٍ |
بالركضِ خلفَ العُهرِ والحَفلاتِ |
أنظر إليهم يضحكونَ بلاهةً |
ويخدِّرونَ عُقولَهم بالقاتِ |
أنظر إليهم يعبثونَ ويَمرحونَ |
وأرضُهم مذعورةُ الخُطُواتِ |
بغدادُ يحرِقُها التتارُ مجدداً |
والقدسُ تذرفُ كالدمِ العَبَراتِ |
لو تنفعُ الكلماتُ في إيقاظهم |
لاستيقظوا من شِدَّةِ الضَرَباتِ" |
. |
أقسمتُ:"سوفَ أقولُ شِعراً غاضِباً |
كالصُّور يُنفخُ آخرَ الأوقاتِ" |
قالتْ:"رويدكَ، هلْ سمعتَ بأمةٍ |
فتحتْ لقاتِلِها ثرى الجَبهاتِ |
أعطتْه كلَّ حدودِها وقلوعِها |
والسيفَ والبترولَ والصَهَواتِ |
أبناؤها يتواطئونَ بخِسَّةٍ |
أو يدفنونَ رؤوسهمْ بسُباتِ |
إن قلتَ لي:"وجنودُهم؟"، أبكيتني |
لم يعرفوا الإقدامَ من سنواتِ |
أو قلتَ لي:"إعلامُهم؟"، أضحكتني |
متخاذلٌ بالعُهرِ والشَهواتِ |
إما يوجهُ للأمير صلاتَه |
أو للتي سحرتهُ بالرَّقَصاتِ" |
* * * |
هذا إذن وضعُ البلادِ وأهلِها |
مَنْ زوَّدوا التاريخَ بالعَظماتِ |
الناسُ مهزومونَ من أعماقِهم |
وقلوبُهم تكتظُّ بالحَسراتِ |
فبكيتُ من ألمٍ يقطِّعُ أضلُعي |
وسألتُ ربيَ لطفَ ما هو آتِ |
سأقولُ للأطفالِ أنتم عزوتي |
أنتم جنودُ الحقِّ في الساحاتِ |
لا تتبعونا، إننا أفيونكم |
نُهدي إليكم أتفهَ العاداتِ |
إني أرى في روحِكم ناراً على |
رأسِ العدوِّ، فأقدموا بثباتِ |
* |
كاليفورنيا - 9 تموز 2004 |