لا تُفسِدَنَّ نَصيحتى ِ بشِقَاقِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لا تُفسِدَنَّ نَصيحتى ِ بشِقَاقِ | وأبيكَ ما السُّلوانُ من أخْلاقى |
حظر الوفاء علي أن أسلو فلا | فكَّ السُّلوُّ من الغرامِ وَثَاقي |
لا ترجوَنَّ لي الشفاءَ من الجوَى | واليأسُ كلُّ اليأسِ من إفراقي |
كيف الإفاقة ُ للَّديغِ أخي الهوَى | من دائه والسم في الدرياق |
سُقْمُ الجُفون سَقَامُه، وشفاؤُه | فيها فمنها الداء وهي الراقي |
وأغن راعتني النوى بفراقه | ولكم فجعت ولا كذا بفراق |
أخلُو بأفكارِي، لتُدنِى َ شخصَه | خدع المنى من قلبي الخفاق |
وأكرر التسآل عنه لجاهل | علِمى ، وتلك عُلالة ُ المشتاقِ |
فإذا تسامحَ لي الزّمانُ بقُربِه | من بعد بيني فرقة وشقاق |
باثثته وجدي وقلت يرق لي | فأجابني بالصمت والإطراق |
ويلو مني فيه رفيقُ يدَّعى | نُصحي، أضاعَ النُّصحُ حقَّ رِفاقِي |
إيهاً كلانا يشتكي حَرَّ الهَوى | لكن جهلت تباين العشاق |
أنت استضأْتَ بنارِه متبصّراً | وأنا صلِيتُ بجمرِهِ المِحراقِ |
أتلومني بعد الهبوب من الكرى | وحشاكَ مثلوجٌ ودمعُك راقِ |
لا در درك سوف يفردك الهوى | مني فلا تتعجلن فراقي |
أسلمتني للوجد إن أرضاك أن | أضنى فكل رضاي أنك باقي |
إن جُرْتَ عن نهجِ الكرامِ فمرشِدٌ | لك مرشد بمكارم الأخلاق |
فاعمد لمجدالدين تلق المجد ما | لاقيتَه، أكرِم به من لاَقِ |
فإذا وصلتَ إلى أغرَّ محجَّبٍ | مخلوقة كفاه للإنفاق |
فاربع بربع لا يزال نزيله | حسن الثناء وخشية الخلاق |
وابلغ تحية نازح قذفت به | أيدِي النَّوَى في أسحَقِ الآفاقِ |
قد كانَ بالشَّامِي يُعرفُ بُرهة ً | من دَهرِهِ، والآنَ فهو عِرَاقي |
أنضَى الوجيفُ رِكابَه وجيادَه | فكأنهن قلائد الأعناق |
وهو الجليدُ على خُطوب زمانِه | لا يشتكِي منها سوَى الأشواقِ |
ينزُو لذكر أبي سلاَمَة َ قلبُهُ | فيكادُ يمرُق مِن حَشاً وصِفَاقِ |
واهتِفْ به: يا خيرَ من أرجوه لِـ | ـلأْوَاءِ أو أدعُوهُ يومَ تَلاقِ |
بي لوعتان عليك يضعف عنهما | جلدي من الأشواق والإشفاق |
فالشوقُ أنت به العليمُ، وغالبُ الإ | شفاقِ مما أنْتَ في مُلاقِ |
وإذا آخطأَتْك الحادثاتُ، فكُّل ما | ألقَاهُ محمولٌ على الأَحدَاقِ |
أتظن أني بعد بعدك باقي | أجزِي عن الأشواقِ بالأْشواقِ |
أأبا المظّفِر دعوة تشفِي الظّما | مِنّي ، وإن أضحَى بها إحْراقِي |
لم أستكن أبداً لخطب نازل | إلاّ لبُعدك، فهو غَيرُ مُطاقِ |
فإذا أطعتُ الوجدَ فيك أطاعني | قلبِي، ويُبدي، إن عصَيْتُ، شِقاقِي |
فإذا ذكرتك خلت أني شارب | ثمل سقاه من المدامة ساقي |
يا راكبَ الشِّدَنية ِ الغَيْداقِ | ومتابع الزملان بالإعناق |
في فتية ٍ وصَلُوا السُّرَى حتى انبَرت | أجسامُهم أخفَى من الأَرماقِ |
من كل مهتَزٍّ بكف نُعاسِه | هز الوليد ثناية المخراق |
وضَع النُّعاسُ على الأكف خُدودَهم | فكأنهم خلقوا بلا أعناق |
إمَّا بلغُم سالمين، فبِلِّغوا | أوفَى تحيّة ِ مُشئمٍ لِعَراقِي |
وتوسموا ذاك المحيا وامتروا | تِلكَ البنانَ مفاتِحَ الأَرزاق |
من آل مُنقِذٍ الذين عِراصُهم | ملأَى من الزُّوَّارِ والطُّرَّاقِ |
اللابسين من المكارم جنة ً | ما للمعايب غيرها من واق |
يتهلَّلُون لدَى النَّوالِ، وفي الوغَى | يَسطُون بالإرعاد والإبرَاقِ |
يأيها المولى الذي ببعاده | عنِّي، قَرُبتُ من الرَّدى المُعتَاقِ |
لي أنَّة ُ الشَّاكِي الشجي لما به | إمَّا ذُكِرتَ، ولوعة ُ المشتاق |
وإذا الجفون نظرن بعدك نزهة ً | عاقبتهن بدمعي المهراق |
لا تطلُبَنْ منِّي المسَّرة َ، إنّها | عَذراءُ، قد متَّعتُها بطَلاقِ |
أما أبوك فداؤه مستحكمٌ | ما إن له بسِواكَ من إفراقِ |
كيف السلو له وأنى صبره | عن مُصطفى ً بمكارِم الأخلاقِ |
ذو مهجة تنزو إليك ومقلة | تبكي عليك إليك بالأشواق |
لمَّا علمتُ بعجزِه عن نظِم ما | ينهي إليك وذاك باستحقاق |
أجريت طرفي في سباقك دونه | وعهدته أبداً من السباق |
وبذلتُ جَهِدي بالنّيابَة ِ عنه بالـ | ـنَّزرِ القليلِ من الكثير الباقِي |
جرياً على شغفي بكم ومحبتي | لكم وحفظ العهد والميثاق |