أأحبابَنَا، خطبُ التَّفرِق شاغلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأحبابَنَا، خطبُ التَّفرِق شاغلُ | عن العتب لكن جاش بالكمد الصدر |
لأسرع ما حلتم عن العهد بعدما | تصرم في حفظي ودادكم العمر |
ولا عجبُ، أنتُم بنو الدَّهرِ، مثلُه: | عهودكم غدر وودكم ختر |
كأنّكُم الدنيا: تمدُّ رجاءَنَا | بزُخْرُفها، والموتُ فيها لنَا قَصرُ |
مللتم فملتم نحو داعية القلى | وخنتم فدنتم بالذي شرع الغدر |
وأنساكم حفظ العهود ملالكم | ”كَما قد تُنَسِّى لبَّ شَاربِها الخمرُ“ |
وإني لتثنيني إليكم حفيظتي | إذا ما ثناكم عن محافظتي الغمر |
وأكذب رأي العين فيكم وإنكم | لتقضون في هجري بما خيل الفكر |
أساهل فيما راب منكم ودون ما | أُؤَمِّل: من إنصافِكم مسلكٌ وَعرُ |
لهِجتُم بهجرِي، والدَّيارُ قريبة ٌ | وما قرب دار حال من دونها الهجر |
وأَغْضَى تَجنّيكُم جُفونِي على القَذى | إلى أن تقضَّى ذلك الزَّمنُ النَّضرُ |
فلما تفرقنا أتتني قوارص | بها يُنفضُ الأحْلاَسَ في السَّفَرِ السَّفْرُ |
أَسَرَّكُمُ أن خِلتُم الدَّهْرَ ساءَنا | وقَرَّتْ بنا، لاقَرِّت، الأعينُ الخُزرُ |
وجاهر بالشحناء قوم عهدتم | يَسوءُهم، لَو لَم أغِبْ عنهمُ، الجَهرُ |
وأصغيتم إذ لم تقولوا وطالما | تعرّضَ في الأَسماعِ من ذكرى َ الوَقْرُ |