(1) |
كلّما اتجهَ الحرفُ نحو نفسه |
حاملاً صرّة ملابسه |
واضعاً الشمسَ حلماً يتألقُ في عينيه |
راكباً حافلةَ المسرّة |
باتجاهِ فراتِ المسرّة |
وَجَدَ بانتظاره نقطةً غامضة |
مليئةً بالشوقِ والندمِ والألم. |
(2) |
كلّما أبحرَ باتجاه الصحارى |
عابراً خيامَ البدو ونارهم وكلابهم |
أو أبحرَ باتجاه السحرة |
عابراً طقوسهم وطلاسمهم وبخورهم |
أو أبحرَ باتجاه السماء |
عابراً طقوسَ المتصوِّفة |
ودموعهم وصيحاتهم وشطحاتهم |
أو أبحرَ باتجاه المحيط |
عابراً شمسَ اللهِ وسفنه وكواكبه |
أو أبحرَ باتجاه اللغة |
عابراً كتبَ العشقِ والموتِ والشعوذة |
أو أبحرَ باتجاه الخرافة |
عابراً قصصَ العجائز التي تنامُ وقت الغروب |
كلّما أبحرَ باتجاه الأساطير |
عابراً كلكامش وأنكيدو والأفعى التي سرقت السرّ |
عابراً الثيران المجنّحة وأهرام الفراعنة |
أو أبحرَ باتجاه النار |
عابراً طيورَ الرغبةِ وبيض اللذة |
أو أبحرَ باتجاه اللعنة |
عابراً بيوتَ النساءِ بأشكالها |
المليئة بالعري والمرايا والظلام |
أو أبحرَ باتجاه الشيطان |
عابراً وشْمَه وشينه وشطآنه |
أو أبحرَ باتجاه الماضي |
عابراً صيحاته وسكاكينه التي أكلها الصدأ |
أو أبحرَ باتجاه العبث |
عابراً تاريخه الذي لا ينتهي عند حدّ |
كلّما أبحرَ الحرفُ باتجاه الذي أو التي أو الذين |
وَجَدَ بانتظاره نقطةً غامضة |
مليئةً بالشوقِ والندمِ والألم |
وَجَدَ، واأسفاه، نقطةَ دم! |