قصيدتي الجديدة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعطيتُ قصيدتي الجديدة | بأصابع الارتباكِ والرغبة | إلى الحسناء الجالسةِ بجانبي في الباص | قلتُ لها: ضعيها بين النهدين | لتتعرّفي إلى سرّ القصيدة | ومعناها الأزليّ. | لم تأبه الحسناءُ لكلامي | وتشاغلتْ بحقيبتها الحمراء | وهاتفها الصغيرِ المليء بالمواعيد. | ثم أعطيتُ قصيدتي الجديدة | للطفلِ الذي يلعبُ في الحديقةِ العامة | قلتُ له: العبْ معها | ولكَ أن تصنعَ منها لُعَبَاً لا تنتهي | بألوان قوسِ قزحٍ لا حدّ لها. | فصرخَ الطفلُ باكياً | وولّى بعيداً. | ثم أعطيتُ القصيدةَ للنهر | قلتُ له: خذْها | إنها ابنتكَ أيضاً | أيّها الإله المُلقى على الأرض | باركْ سرّها | وتعرّفْ إلى معناها الأزليّ | أيّها الأزليّ. | لكنّ النهرَ ظلّ يحلمُ ويحلم | محدّقاً في الأقاصي البعيدة | دون أن يعيرَ كلامي انتباهاً. | وحدهُ الشرطيّ اقتربَ منّي | وصاحَ بصوتٍ أجشّ | * ماذا في يدك؟ | قلتُ: قصيدة جديدة. | * فماذا تقولُ فيها؟ | قلتُ: اقرأها لتتعرّف إلى سرّها ومعناها. | فأخذها منّي | ودخلَ غرفته السوداء | دخلَ ليربطَ القصيدةَ إلى كرسيّ حديديّ | ويبدأ بجلدها بسوطٍ طويل | ثم أخذَ يضربها بأخمص المسدس | على رأسها | حتّى نزفت القصيدةُ حروفاً كثيرة | ونقاطاً أكثر | دون أن تعترفَ بسرّها ومعناها. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أديب كمال الدين) .