ما يريدُ الشَّوقُ من قلبِ مُعنَّى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما يريدُ الشَّوقُ من قلبِ مُعنَّى | ذكر الألاف والوصل فحنا |
حسبه ما عنده من شوقه | وكَفاهُ من جَواهُ ما أَجَنَّا |
كلَما شاهد شملاً جَامِعاً | طار شوقاً وهفا وجداً وأنا |
عاضه الدهر من القرب نوى ً | ومن الغبطة بالأحباب حزنا |
فرثى من رحمة عاذله | ورأَى الحاسِدُ فيه ما تَمنَّى |
ويحَهُ من زَفرة ٍ تعتادُه | وهُمومٍ جمَّة ٍ، تَطرقُ وَهْنَا |
يا زَمانَ القربُ، سُقياً لَك، مِن | زَمنٍ، لو كان قُربُ الدَّارِ أغْنَى |
لم تكن إلا كظل زائل | والمسرات تلاشى ثم تفنى |
ساءَنا ما سرَّنا من عيِشنَا | بعد ما راق لنا مرأى ومجنى |
فافْتَرقْنا بَعد مَا كُنَّا صَدًى | إن دَعَوْنَا، وكَفَانَا قولُ: كُنَّا |
وكذا الأيام من عاداتها | أنها تعقب سهل العيش حزنا |
خلق للدهر ما أولى امرأ | نعمة ً منه فملاه وهنا |
وكذا الباخل ما أسدى يداً | قط إلا كدر المن ومنا |
قل لأحبَابٍ نَأَتْ دَارُهُمُ | وعلى قربهم أقرع سنا |
سَاءَ ظَنِّي باصْطِبَارِي بعدَكُم | ولقد كنتُ به أُحسِنُ ظَنَّا |
لأُبِيحنَّ الجَوى من كَبْدي | - موضعاً لم يبتذل عزا وضنا |
وأذيلن دموعاً لو رأت | فيضهن المزن خالتهن مزنا |
أسفاً لا بل حياء أنني | بعدَكُم باقٍ، وإن أَصبحتُ مُضنَى |
لا صفا لي العيش من بعدكم | ما تَمادَتْ مُدّة ُ البينِ وعِشْنا |
وعَجيبٌ، والَّتنائِي دُونكُم | أنكُم مِنِّي إلى قَلبَي أدْنَى |
حيث كنتم ففؤادي داركم | وعلى أشباحِكُم أُغمِض جَفْنَا |