أذكرهم الود إن صدوا وإن صدفوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أذكرهم الود إن صدوا وإن صدفوا | إن الكرام إذا استعطفتهم عطفوا |
ولا ترد شافعاً إلا هواك لهم | يكفيك ما اختبروا منه وما كشفوا |
به دَنَوتَ، وإخلاصُ الهَوى نَسَبٌ | كما نأيت وإفراط الهوى تلف |
رأى الحسودُ تَدانى ِ وُدِّنَا، فَسَعَى | حتَّى غَدتْ بَين دَارَينا نَوًى قُذُفُ |
ومَا البعيدُ الَّذى تَنأى الدّيارُ به | بل من تدانى وعنه القلب منصرف |
أجيرة َ القلب، والفُسطَاط دَارُهُمُ | لم تصقب الدار لكن أصقب الكلف |
أدْنَى التدَّانِي الهَوَى ، والَّدارُ نازحة ٌ | وأبْعدُ البُعد بين الجيرة ِ الشَّنَفُ |
فارقتكُم مُكَرهاً، والقلبُ يُخبِرُني | أنْ لَيس لي عِوَضُ منكم، ولاَ خَلَفُ |
ولو تعَّوضتُ بالُّدنيا غُبِنتُ، وهَل | يعوضني من نفيس الجوهر الصدف |
ولستُ أنكُر ما يأتِي الزَّمانُ به | كل الورى لرزايا دهرهم هدف |
كم فَاجأتنِي اللَّيالِى بالخُطوبِ، فَما | رَأَتْ فُؤادِي من رَوْعَاتِها يَجِفُ |
واستَرجَعَت ما أعَارتْ: من مَواهِبها | فما هفا بي على آثاره اللهف |
ولاأَسِفتُ لأمرٍ فاتَ مطلبُه | لكن لفرقة ً من فارقته الأسف |