إِنّي وَمَن وَسَجَ المَطِيُّ لَهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إِنّي وَمَن وَسَجَ المَطِيُّ لَهُ | حُدبَ الذُرى أَذقانُها رُجُفُ |
يَطرَحنَ بِالبيدِ السِحالَ إِذا | حَثَّ النَجاءَ الرَكبُ وَاِزدَهَفوا |
وَالمُحرِمينَ لِصَوتِهِم زَجَلٌ | بِفِناءِ كَعبَتِهِ إِذا هَتَفوا |
وَإِذا قَطَعنَ مَسافَ مَهمَهَةٍ | قَذَفٍ تَعَرَّضَ دونَها شَرَفُ |
وافَت بِهِم خوصٌ مُحَزَّمَةٌ | مِثلُ القِسِيِّ ضَوامِرٌ شُسُفُ |
مِنّي إِلَيهِ غَيرَ ذي كَذِبٍ | ما إِن رَأى قَومٌ وَلا عَرَفوا |
في غابِرِ الناسِ الَّذين بَقوا | وَالفُرَّطِ الماضينَ إِذ سَلَفوا |
أَحَداً كَيَحيى في الطَعنِ إِذا | اِفتَرشَ القَنا وَتَضَعَضَعَ الحَجَفُ |
في مَعرَكٍ يُلقى الكَمِيُّ بِهِ | لِلوَجهِ مُنبَطِحاً وَيَنحَرِفُ |
وَإِذا أَكَبَّ القِرنُ يُتبِعُهُ | طَعناً دوَينَ صَلاهُ يَنخَسِفُ |
لِلَهِ دَرُّكَ أَيُّ ذي نُزُلٍ | في الحَربِ إِذ هَمّوا وَإِذ وَقَفوا |
لا تُخطِئُ الوَجعاءَ أَلَّتُهُ | وَلا تَصُدُّ إِذا هُم زَحَفوا |
وَلَهُ جِيادٌ لا يُفَرِّطُها | الإِحلالُ وَالمِضمارُ وَالعَلَفُ |
جُردٌ يُهانُ لَها السَويقُ وَأَل | بانُ اللِقاح كَأَنَّها نُزُفُ |
مُردٌ وَأَطفالٌ تَخالُهُم | دُرّاً تَطابَقَ فَوقَهُ الصَدَفُ |
فَهُم لَدَيهِ يَعكِفونَ بِهِ | وَالمَرءُ مِنهُ اللِيَنُ وَاللُطُفُ |
وَمَتى يَشا يُجنَب لَهُ جَذَعٌ | نَهدٌ أَسيلُ الخَدِّ مُشتَرِفُ |
يَمشي العِرَضنَةَ تَحتَ فارِسِهِ | عَبلَ الشَوى في مَتنِهِ قَطَفُ |
رَبِذٌ إِذا عَرِقَت مَغابِنُهُ | ذَهَبَ السُكونُ وَأَقبَلَ العُنُفُ |
فَأَعَدَّكَ ذاكَ لِسَرجِهِ وَلَهُ | في كُلِّ غادِيَةٍ لَها عُرُفُ |
في حَقوِهِ عَرِدٌ تَقَدَّمَهُ | صَلعاءُ في خَرطومِها قَلَفُ |
جَرداءُ تَشحَذُ بِالبُزاقِ إِذا | دُعِيَت نَزالِ وَهَبَّ مُرتَدِفُ |
أَوفى عَلى قَيدِ الذِراعِ شَدي | دُ الجَلزِ في يافوخِهِ جَوفُ |
خاظٍ مُمَرٌّ مَتنَهُ ضَرِمٌ | لا خانَهُ خَورٌ وَلا قَضَفُ |
عَردُ المَجَسِ بِمَتنِهِ عُجَزٌ | في جِذرِهِ عَن فَخذِهِ جَنَفُ |
فَلَو أَنَّ فَيّاضاً تَأَمَّلَهُ | نادى بِجُهدِ الوَيلِ يَلتَهِفُ |
وَإِذا تَمَسَّحَهُ لِعادَتِهِ | وَدَنا الطِعانُ فَمِدعَسٌ ثَقِفُ |
وَإِذا رَأى نَفَقاً رَبا وَنَزا | حَتّى يَكادُ لُعابُهُ يَكِفُ |
لا ناشِئاً يُبقي وَلا رَجُلاً | فَنِداً وَهَذا قَلبُهُ كَلِفُ |
يا لَيتَني أَدري أَمُنجِيَتي | وَجناءُ نادِيَةٌ بِها شَدَفُ |
مِن أَن تَعَلَّقَني حَبائِلُهُ | أَو أَن يُواري هامَتي لُجُفُ |
وَلَقَد أَقولُ حِذارَ سَطوَتِهِ | إيهاً إِلَيكَ تَوَقَّ يا خَلَفُ |
وَلَو أَنَّ بَيتَكَ في ذُرى عَلَمٍ | مِن دونِ قُلَّةِ رَأسِهِ شَعَفُ |
زَلِقٍ أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ | وَعرُ التَنائِفِ بَينَها قُذُفُ |
لَخَشيتُ عَردَكَ أَن يُبَيِّتَني | إِن لَم يَكُن لي عَنهُ مُنصَرَفُ |