إلى نهر فقد تمرده لماذا استكنت..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وأرضعتنا الخوف عمرا طويلا | وعلمتنا الصمت.. والمستحيل.. | وأصبحت تهرب خلف السنين | تجيء وتغدو.. كطيف هزيل | لما استكنت؟ | وقد كنت فينا شموخ الليالي | وكنت عطاء الزمان البخيل | تكسرت منا وكم من زمان | على راحتيك تكسر يوما.. | ليبقى شموخك فوق الزمان | فكيف ارتضيت كهوف الهوان.. | لقد كنت تأتي | وتحمل شيئا حبيبا علينا | يغير طعم الزمان الرديء.. | فينساب في الأفق فجر مضيء.. | وتبدو السماء بثوب جديد | تعانق أرضا طواها الجفاف | فيكبر كالضوء ثدي الحياة | ويصرخ فيها نشيد البكارة | ويصدح في الصمت صوت الوليد | لقد كنت تأتي | ونشرب منك كؤوس الشموخ | فنعلو.. ونعلو.. | ونرفع كالشمس هامتنا | وتسري مع النور أحلامنا | فهل قيدوك.. كما قيدونا..؟! | وهل أسكتوك.. كما أسكتونا؟ | * * * | دمائي منك.. | ومنذ استكنت رأيت دمائي | بين العروق تميع.. تميع | وتصبح شيئا غريبا عليا | فليست دماء.. ولا هي ماء.. ولا هي طين | لقد علمونا ونحن الصغار | بأن دماءك لا تستكين | وراح الزمان.. وجاء الزمان | وسيفك فوق رقاب السنين | فكيف استكنت.. | وكيف لمثلك أن يستكين | * * * | على وجنتيك بقايا هموم.. | وفي مقلتيك انهيار وخوف | لماذا تخاف؟ | لقد كنت يوما تخيف الملوك | فخافوا شموخك | خافوا جنونك | كان الأمان بأن يعبدوك | وراح الملوك وجاء الملوك | وما زلت أنت مليك الملوك | ولن يخلعوك.. | فهل قيدوك لينهار فينا | زمان الشموخ؟ | وعلمنا القيد صمت الهوان | فصرنا عبيدا.. كما استعبدوك | * * * | تعال لنحي الربيع القديم.. | وطهر بمائك وجهي القبيح | وكسر قيودك.. كسر قيودي | شر البلية عمر كسيح | وهيا لنغرس عمرا جديدا | لينبت في القبح وجه جميل | فمنذ استكنت.. ومنذ استكنا | وعنوان بيتي شموخ ذليل | تعال نعيد الشموخ القديم | فلا أنت مصر.. ولا أنت نيل | |