بَدَا نُورُ صُبْحٍ بِالْهُدَى مُتَنَفَّسِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بَدَا نُورُ صُبْحٍ بِالْهُدَى مُتَنَفَّسِ | فَيَا حُسْنَهُ فِي أَعْيُنِ المُتَفَرِّسِ |
وَيَا فَرَحاً بَعْدَ الْغِيَابِ بِعَائِدٍ | دَنَا فَغَدَا مِنا بِمَرْأىً وَمَلْمَسِ |
أَلاَ أَيُّهَا السَّاقِي وَصَهْبَاؤُهُ الْعُلَى | أَدِرْهَا فَمِنَّا كُلُّ ظمْآنَ مُحْتَسِ |
أَحَقّاً أَتَانا الدهْرُ بِالْبِشْرِ بَعْدَ مَا | رَمَانَا بِهِ مِنْ مُتْعِسٍ إِثْرَ مُتْعِسِ |
وَهَلْ رَجَعَتْ شَمْسُ الحَضَارَةِ بَعْدَمَا | طوَتْهَا دُهُورٌ فِي غَيَاهِبِ حِنْدِسِ |
رَعَى اللهُ مِنْ بِيضِ الغَوَانِي عَشِيرَةً | تمَرَّسْنَ بِالأَعْمَالِ خَيْرَ تَمَرُّسِ |
رَأَى فِي تَمَادِيهِنَّ قَوْمٌ تَهَوُّساً | وَبِالْعَقْلِ طُرّاً بَعْضُ هَذَا التهَوُّسِ |
أَجَلْ وَبِكلِّ المُكْثِرَاتِ مِنَ الحِلَى | دُمَى لاَبِسَاتِ المَجْدِ أَحْسَنَ مَلْبسِ |
إِذَا وَسْوَسَتْ فِي صَدْرِ حَسْنَاءَ هِمةٌ | فَأَحْلَى سَمَاعٍ صَوْتُ حَلْيٍ مُوَسْوَسِ |
أُرَاهُنَّ جَيْشاً لِلسلاَمِ سِلاَحُهُ | مِنَ النَّورِ فِي ظِلِّ اللِّوَاءِ المُقَدَّسِ |
غَزَونْ وَهلْ فِي النَّصْرِ شَكٌ إِذَا غَزَتْ | فَوَاتِكَ بِالأَسيَافِ وَالسَّمْرِ وَالْقَسِي |
نَقَايَا المَسَاعِي كُلُّهُنِّ حَصِيفَةٌ | لَهَا هَامَةٌ مَرْفُوعَةٌ لَمْ تُنَكَّسِ |
وَتخْطِرُ لا تعْدُو الهُدَى خَطَرَاتُهَا | بِأَزْهَرَ مِنْ غُصْنٍ نَضِيرٍ وَأَمْيَسِ |
وَتَسكتُ إِلاَّ مَا تَقُولُ فِعَالُهَا | فَإِنْ نَبَسَتْ أَرْوَتْ بِأَعْذَبِ مَنْبِسِ |
أَلاَ إِنَّ عُمْرَانَ البِلاَدِ بِما ابْتَغَتْ | فَعَالِنْ بِهِ فِي كُلِّ نادٍ وَمَجْلِسِ |
وَإِنَّ أَحَادِيثَ الصِّنَاعَةِ إِنْ يَجِدْ | بِهَا وَحْشةً قَوْمٌ لأَبْهَجُ مُؤْنِسِ |
أَخاكَ فَناصِر مَا اسْتطَعْت بِقُوَّةٍ | وَثَوْبَكَ مِنْ مَنْسُوجِ أَهْلِك فالْبَسِ |
وَنَافِسْ بِمَا هُمْ مُتْقِنُوهُ لِيُصْبِحُوَا | وهُمْ كُلَّ يَوْمٍ مُعْقِبُوهُ بِأَنْفسِ |
دُعِيتَ فَإِنْ لَبَّيْتَ فَالْعِزَّ تكْتَسِي | بِحَقٍّ وَإِنْ خَالَفْتَ فَالْهُونَ تَكْتَسِي |
وَإِنْ قِيلَ حُسْنٌ فِي جَلِيبٍ مُنَوَّعٍ | فَقُلْ كُلُّ حُسْنٍ فِي الأَصِيلِ المُجَنَّسِ |
وَلاَ تسْتَمعْ فِيما يَعودُ عَلَى الحِمَى | بِضُرٍّ دَعَاوَى أَخْرَقٍ مُتَنَطِّسِ |
فَمَا تُبْتَلَى الأَقْوَامُ مِنْ سُفَهَائِهَا | بِأَنْكَدَ مِنْ هَذِي الدَّعَاوَى وَأَنْجَسِ |
وَهَلْ مِنْ فَلاحٍ لِلْبِلاَدِ وَأَهْلِهَا | إِذا الشَّأْنُ فِيهَا ساسَهُ أَلْفُ ريِّسِ |
مَتَى تَرَ شَعْباً خَرْجُهُ فَوْقَ دَخْلِهِ | فذَلِكَ شَعْبٌ بَاتَ فِي حُكْمِ مُفْلِسِ |
وَكَيْفَ يُصَانُ المَالُ وَالبَذْلُ ذاهِبٌ | بِهِ فِي مَهَاوِي جَهْلِهِ وَالتَّغطْرُسِ |
لِنحذَرْ مِنَ اليَأْسِ الَّذِي دُونهُ الرَّدَى | وَمِنْ كُلِّ مَأْفُونٍ مِنَ الرَّأْيِ مُؤنِسِ |
أَبَى اللهُ أَنْ يُلْفَى بِدَارٍ تَغَيُّرٌ | إِذَا لَمْ يُغَيِّرْ قَوْمُهَا مَا بِأَنْفُسِ |
فيَا أَلْمَعِيَّاتٍ تَلمَّسْنَ لِلْحِمَى | مُنىً طَالَمَا عَزَّتْ عَلَى المُتلَمِّسِ |
فَأَسَّسْنَ فَخْراً لِلبِلاَدِ مُجَدَّداً | وَهَلْ يَثْبُتُ البُنْيَانُ غَيْرَ مُؤسَّسِ |
وَيَمَّمْنَ قصْداً وَاحداً فَمَنَحْنَهُ | مَهَابَةَ مِحْرَابٍ وَحُرْمَةَ مَقْدِسِ |
إِلَيكُنَّ حَمْداً سَوْفَ يَزْكُو عَلَى المَدَى | لَهُ فِي مَسَاعِيكُنَّ أَطْيَبُ مَغْرِسِ |
وَمَا الحَمْدُ إِلاَّ وَاحِدٌ فِي اتِّجَاهِهِ | سَوَاءٌ إِلَى المَرْؤُوسِ وَالمُتَرَئِّسِ |