أمر من يطلب الخلود عسير
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمر من يطلب الخلود عسير | لا يعار الخلود من يستعير |
ذاك أسمى مطالب المجد لا يد | ركه مدعٍ ولا مغرور |
غاية الفن لا ترام وما يق | رب منها إلا النبيغ الصبور |
أدهش الخلق رافئيل لوم يب | لغه منه ما شاءه التصوير |
نحت فدياس حير الناس حتى | لغدت تداعي الحاية الصخور |
ثم ولى ذاك الصناع وما في | نفسه حال دون التقصير |
أشعر الخلق كان هومير هل أد | رك منه كل المنى هومير |
لم يتم الذي توخاه جوتي | لا ولم يقض ما اشتهى شكسبير |
في الفرنسيس هل تعضي مرام | لمجيد أو استمر مرير |
ومن العرب لا يحاشي امرؤ القي | س وينأى عن القياس جرير |
قال شيئاً مما أراد حبيب | وتغني بما تسنى الضرير |
وأتى معجزاته المتنبي | وهي مما أراد شيءٌ يسير |
سل فحول القريض ممن بهم أث | ل مجداً هذا الزمان الأخير |
هل لسام أو حافظ أو لاسما | عيل فيمن أجاد شعراً نظير |
حاء شوقي ببعض ما رام منه | وهو في الحق للقريض أمير |
كلهم لم يصل إلى ما توخى | فثوى في الطريق وهو حسير |
سره وحيه فلم يأل جهداً | وأبى العجز أن يتم السرور |
ولكل مكانه من هوى النا | س وكل بالتكرمات جدير |
هذه يا أحبتي سانحات | لا تماري في الحق والحق نور |
كان في الشعر لي مرام خطير | فعدا طوقي المرام الخطير |
هائم في الوجود أسأله الوح | ي كما يسأل الغني الفقير |
لهج ما ادخرت عزماً ول | كن مرادي ناء وباعي قصير |
أكبروني ولست أكبر نفسي | أنا في الفن مستفيد صغير |
فوق شعري شعر وفوق أجل الش | شعر ما قدر البديع القدير |
لا يضق صدر شاعرٍ بأخيه | يكره الفضل أن تضيق الصدور |
والسماوات لو تأملت فيها | ليس تحصى شموسها والبدور |
كل جرمٍ يعلو ويصبح نجماً | فله حيزٌ وفيه يدور |
والنجوم التي تلوح وتخفي | ربوات وما يضيق الأثير |
ذاك قولي وليس ينقص شكوى | وأخوكم كما علمتم شكور |
غير أني أخشى تخطي حدي | وهو ضعف مني فهل لي عذير |
إن هذا الإكرام للفن لا لي | والمرام الذي ابتغيتم كبير |
أي قسط أوليتموني منه | هو فضل على قليلي كثير |