صرمت سعيدة ُ صرماً نجاثا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
صرمت سعيدة ُ صرماً نجاثا | ومَنَّتْكَ عاجِلَ بَذْلٍ فراثا |
وأَصبَحْتَ كالمُسْتَبِيثِ الجوادِ | فينا فأوجعه ما استباثا |
كَذِي الكَلْمِ دامَلَهُ ثُمَّ خافَ | منهُ خِلافَ الجُفوفِ انْتِكاثا |
وللصُّرمِ هولٌ على ذي الهوى | وإِنْ لَجَّ يدعو إليه احتِثاثا |
إذا ذاقه لم يجد راحة ً | تعدَّى ولم يلقَ منهُ غياثا |
وعَهدِي بسُعْدَى لها بَهْجَة ٌ | كأُمِّ الأُدَيْغِمِ تَقْرُو بِراثا |
تُنَسِّسُهُ وتَرَى أَنَّهُ | صَغيرٌ وقد رشَّحَتْهُ ثَلاثا |
خلالَ ظلالِ أراكِ الأميل | تَجْنِي بَريراً وطَوْراً كَباثا |
وما ذكرُ سعدى وقد باعدت | وعادَ قُوَى الحبلِ منها رِماثا |
لعمري لئن ربع سعدى عفا | بشوظى لقد ضمَّ بضاً دمثا |
فبنَّ وفيهنِّ ما لو أقام | أَقْلَلْتُ عَمَّنْ يَبِينُ اكتِراثا |
كأن اللقائدَ في جيدها | إلى حيث تعقدُ منها الِّرعاثا |
من الدُّرِّ يحفلُ ياقوتهُ | كجمرِ الغضا يتلظّى مجاثا |
على ظَبيَة ٍ مُغْزِلٍ أَشرَفَتْ | لخشفٍ لها لم يلحها ارتغاثا |
وقد أضْمَنُ السِّرَّ مُسْتَوْدِعاً | يسايل من سال عنه نقاثا |
وأطوي الخليلَ على حالة ٍ | إذا ضُمِّنَ السِّرَّ إِلاَّ انقباثا |
وضيفٍ خرجتُ إلى صوته | أرِّحبُ لم يرَ منّي التباثا |
أَناخَ فعجَّلْتُ حَقَّ القِرَى | وكُنْتُ بهِ لا أُحِبُّ اللَّباثا |
ومولى مسيءٌ إلى نفسه | كحاثي التّرابِ عليه انثباتا |
يضلُّ عن الرُّشدِ في رأيهِ | ويأبَى إلى الغَيِّ إلاَّ انحِثاثا |
أقمت له الزّيغ من رأيه | وبالخَيرِ نحوِي من الشَّرِّ لاثا |
وقَومٍ غضابٍ ولم أُشْكِهِمْ | تَغَشَّوْنَني حَسداً وابتِحاثا |
ويهدونَ لي منهمُ غيبة َ | تُعَضِّلُ دُوني عُوجاً رِثاثا |
أمُرُّ فيغْضُونَ من ظِنَّتي | كأنَّهُم يُكْلِحونَ الكَراثا |
وتُعْطِي المحاولَ تحمِيلَهُمْ | خَلائِقَ منهم لِئاماً خِباثا |
لهم مجلسٌ يهجرون التّقى | وَيَنْتَجِثونَ القَبِيحَ انتِجاثا |
إذا أصبحوا لم يقولوا الخنا | ولم يأكلوا الناس أضحوا غراثا |
تَجاوَزْتُ عن جَهْلِهِمْ رَغْبَة ً | وهُمْ يَعْرِضونَ لُحوماً غِثاثا |
ولو شِئْتُ نَحَّيْتُ عِيدانَهُمْ | عن النَّبْعِ لم يَكُ صُمَّ اعتِلاثا |
ولكن نرى الحلم فضلاً ولا | نُحاوِلُ قَطْعَ الأُصُولِ اجتِثاثا |
ونزَّلتهم قدرَ أحسابهم | مَوالِيَ كانوا لَنا أَو تُراثا |
نكون لهم خطراً مثلهم | ومن شاءَ خارَ بقولٍ وهاثا |
إذا كان ليثُ الشَّرى ثعلباً | وأصبح صقرٌ عتيقٌ بغاثا |
أعُدُّ أُسامَة ً أَو ذا الشِّياح | بلعاءَ في رهطهم أو قباثا |
أُلاكَ بنو الحَرْبِ مَشْبُوبَة ً | تَجُرُّ الدِّماءَ وتُلْغِي المغاثا |
صَناديدُ غُلْبٌ كأُسْدِ الغَرِيفِ | خَضْماً وهَضْماً وضَغْماً ضِباثا |
ولسنا كمن ينثني صدقهُ | كأَنَّ العَدوَّ بهِ المِلْحَ ماثا |
تُطِيعُ إذا النُّصْحُ يوماً بدا | وتَأْبَى مِراراً فَتَعْصِي حِناثا |