قلبي يحدثني حديث معاتب |
ويحيك في صدري خيوط مراكبي |
هذي مراكب وحدتي |
تنساب في طرق الأثير |
فوق الحقول تعانق السهل الوثير |
تمضي يسابقها العبير |
والشوق يجعلها تسير |
للحب ، للذكرى ، لرابية الروافد والمصير |
... |
أبتاه دعني أبتدي |
أبتاه دعني أستريح من المتاعب والمسير |
عندي يقين |
عندي مراتع ذكريات |
عندي معاني الحب تسمو فوق هامات الجبال |
عندي حنين يشتري شهب السماء |
عندي هيام يقطف العبرات من جوزائها |
فيحيلها قصبا ، وشجو الناي في أرجائها |
أين المسالك ، أين مسرى وجهتي ،،، |
أين المرابع ، بل إلى أين المسير؟ |
... |
قل لي أبي |
- أراك حبي في ضلوعي - |
قل لي - أراك تجيبني عند الوصول - |
من أين تبدأ قصتي! |
يا قصتي ، تلك الحكاية تنطوي |
في كل يوم يبدأ التاريخ عند بدايتي |
كي ينتهي قبل النهاية |
ثم البقاء يحادث الأيام بعد نهايتي |
هل أنتهي ! |
والمدُّ يأتي لا يحابي ما يكون وما يزول ! |
والجزر ينأى ناسيا ما قد تركْ |
والدرب ملَّ من الحياة تديرني |
وتثيرني ، |
في كل لحظات المساء تعيرني أذنا فلا أصغي إليها ، لا أنام |
وتسخِّر الآلام تـثـقب هالتي |
والأرض تجري لا تبالي بالتمام أو الحطام |
والأرض تجري لا نجاة بلا حراكْ |
… لكنني لا أبتدي |
نور أمامي يبتدي |
بأشعة تنداح في أحلامها |
كالموسم الوردي يبعث نفثة من عطره |
للأمس ، للآفاق ، كالدرر النفيسة كالجمان |
والنور يمضي فوق صهوات الجياد |
والومض يبرق ، يعتلي قمم الجبال |
أبتاه يا نور المكان ،، |
في الأمس والآتي ولفتات الزمان |
إني امتدادك لا أخاف من الصواعق والصدى |
أعطيتني حب الإله على المدى |
ورفعت شأوي للثريا للسما |
وسقيتني حب اليقين وحب إنسان الثرى |
وعطفت عطفا سالما |
لا لينا كعجينة الخبز الطري |
لا قاسيا كالماس معدنه قوي |
ورجوت رب الناس ، رب الكون ، سماع الدعاء |
وعملت ما أسديت إلا نافعا |
ومضيت ما أحلى المساعي والعطاء |
... |
وخلاصة القول الكريم بأنني _ |
لا أنتهي إلا إذا انتهت الحياة . |
لا أبتدي إلا بنور إلهنا |
من قبل نورك يا أبي |
هذا أنا … |
لك يا أبي |