هي لعبةٌ بدأتْ، وهذا القلبُ شطرنج النّساءْ |
كشفَتْ يديها، فاختبأتُ بكفّها اليسرى أطلُّ على الفضاءْ |
ليلٌ وأضلاعٌ تُقَشِّرُ باللَّهيب دماءَها |
فيضمّها أفقٌ حريريٌّ طريٌّ طرّزَتْهُ السّاحراتْ |
صحراء تلتهم الجهاتْ |
كنّا على سفَرٍ، |
وكان اللّطفُ محتشداً وراء قميصها |
ولسانُها العسليّ يفتتح الغناءْ |
النجمةُ العذراء قربي، تنحني أسرارها |
ونشفُّ عن جبلٍ من الأحزان، |
ننحتُ من مراثينا تماثيلَ البكاءْ... |
هي لعبة ربطتْ يديَّ بأول التفّاحِ |
والأنثى النقيةُ تبتهلُ |
وتلمُّ أشتاتي بإبطيها |
وقلبي في مخابئ عريه يهتزّ كالطِّفل |
الصغير غداةَ يغلبُهُ نعاسٌ في يَدَيْ أمٍّ |
تغطّيه بهينَمَةِ الصَّفاءْ |
كنَّا على سفرٍ يسافرُ في أصابعنا |
ويزرعنا بكوكبه الثَّمِلْ |
غسلَتْ حضورَ الرّوح في نيران ذاكرةٍ تسيرُ وراء |
أعراس الوصولِ، ولاتصلْ |
لم تكتملْ قيثارةُ اللَّوز المضيء سوى بنا |
والأرض تصعد من ذرى أهدابنا |
كنا نسيّجها بسيرتنا البريئةِ، |
حين حاصرها الدّخانُ |
وشقَّ أرديةَ السَّواحل برقُ أعداءٍ مَشَوْا فينا، |
نهضنا من شواهدنا، وحَيْفا لم تَزَلْ |
عسلاً يصيبُ عيونَ أنثايَ الحزينة مثلَ جمرٍ مشتعلْ |
لم تكتمل تلكَ القصيدة والهوى لم يكتملْ... |
(إيناسُ) من دفءٍ خجولٍ، |
أجلَسَتْ أشعارَ (محمود) المسافرِ، |
فوق ركبتِها... |
بعيداً، |
ذهَبَتْ.. بعيداً في غوايتها، |
ومسَّ دمي تكسُّرُها الدّفينُ، |
دفَعْتُ عنها مااستطعتُ اللَّيلَ، |
أبعدْتُ الحَمامَ عن الرَّصاص لتسقط الطَّلقاتُ |
خلفَ البحر خاويةً... |
صغيراً لم تزلْ يابُرْجَها العالي، صغيراً |
مالوّثْتَكَ الرّيحُ حين تشدّ أشجاراً وتقتلع الجذورا |
كيف ارتفعتَ إلى سحاب الحسِّ، |
تُرْهِفُ للفضاء الرّوحَ |
تَلبسُ من شفافيةٍ حريرَا |
عرّيتَ أقوالي وأحوالي فمالي لا أمدّ لكَ الجسورا؟! |
طُوِيَتْ على الأسرار كفَّانا |
ونادانا نعاسٌ ساهرٌ |
يستلُّ من أسمائنا صدأَ الكلامْ |
هي لحظةٌ هبطَتْ بآياتٍ كرامْ |
يتلو على أسماعنا ليلٌ مزاميرَ الدُّخولِ |
ويصطفينا خالقُ الشَّهوات أجراساً ترنُّ |
ليستفيق النّحلُ في شجر النّيامْ |
العاشقون تسلَّلوا خلف الجبال |
يثبّتون على الهواء كلامهم حَبّاً |
لتَلْقُطَهُ حمامات السّلامْ |
هل وحدنا فَتَح النشيدُ ربيعَهُ فينا |
ليجمعنا الشتات؟ |
هي لعبةٌ يا أنسُ. |
قالت: قد تموتُ الآن. |
قلتُ: لكِ الحياةُ... |
... |
طفلان، لعثمةُ اليدين... |
تعالَ، |
أبعِدْ، |
خُذْ، |
تمهّلْ، |
طفلان، يحتشد الظَّلامُ الغضُّ حولهما |
فينحنيان تحت قناطر الكشف المعسَّلْ |
طفلان، عادت حلوتي من حزنها القدسيِّ أجملْ |
آنستُ في ظلماتنا قَبَساً، |
فقلت لها: هي الأضواءُ اسمكِ، |
أنت جوهرتي أواصلُ في أشعَّتها حنيني |
لأكون أقربَ منكِ فيكِ، |
وأحتمي من رمل شهوتنا بينبوع الجنونِ |
مازلتِ أطرى من رغيفٍ ساخنٍ يُطْوى ويُؤْكَلْ |
مازلتِ نَضْجَ الفستقِ السّرّيّ/ |
كيف حصونُكِ الأولى ستُدْخَلْ؟ |
... |
أذَهَبْتُ أبعدَ من مشيئةِ هذه الكلماتِ؟ |
هل نبني على ماءٍ قلاعا؟ |
هل نستحيل إلى رمادٍ بعد أن ولد المدى فينا شعاعا؟ |
كم يامدينةَ شهوةٍ ضاعَتْ بنا مدنٌ |
وكم من لؤلؤٍ في الرَّملِ ضاعا |
كم شدَّنا خيط إلهيّ، فلّما أَنْ وصلْنا، |
زادت الرّؤيا انقطاعا |
أنمرُّ بالفرح القديم كأنّهُ ماكان صورتَنا، |
وماكنّا لرقصتِهِ قناعا؟ |
ياحسرةً شقَّ الوصول غطاءَنا وأضاءنا قمرٌ تداعى |
ياأنسُ هذا اليأسُ يكْسُو عمقنا |
وأنا أغادر جوقةَ الأحياء والأمواتِ |
أنسى في يديكِ يديَّ |
حتَّى لا أمدّهما إليكِ ولا أمدَّهما إليَّ |
ولا أقولَ لكِ الوداعا... |
____________________ |
6/8/1994 عدلت وأضيف إليها في 5/4/1995 |