ما لم يقله نزار في ليلة الرحيل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في صباح رحيل نزار قباني | *** | أدنى قصيدتهُ لتكتبهُ | وغافلَ غيمة ً مرت ْ | يقال ُ هي الحياة ْ | ونزارُ غادرَ خلسة ً في الصبح ِ | أيقظَ ليلتين وقال كلا | ثم مات ْ | كتبتْ مواجعهُ قبيلَ الموتِ أغنية ً | وغادرهُ رفاقُ الحفلِ | أشعلَ شمعةً أخرى إلى كل الجهاتْ | هل تأذن الآن القصيدة كي تقولَ | وكي أقولَ وكي نقولْ | سفرٌ على حدِّ السيوفِ قصائدي | ومواسمي , حقل ٌ تفرد َ | لا تشابههُ الحقولْ | إن قامَ يرتبكُ المدى | أو سارَ تتبعهُ الفصولْ | ... | سقطتْ سيوفُ الشرقِ من زندي | ولم تقتلْ أحد ْ | أحد ٌ سوى هذا الجسدْ | فلتصرخ الأنثى إذا لم تلق سيفاً | بعد هذا اليوم يكتبُ عن مواجعها | وعن ظلم البلدْ | وليحرقَ التاريخُ مملكتي إذا يقوى عليْ | لا أنتقي لوناً سوى لوني إذا قالوا | هراءٌ حزنُ سيدة ٍ عليْ | وبكاء ُ عاشقة ٍ عليْ | في البدءِ كان الموتُ يقصيني و أدنيهِ | وأدنيهِ ويقصيني و أدنيهِ إليْ | ها أنا أعلنُ للتاريخِ أن يحرقَ أشعاري | إذا يقوى عليْ | ... | أنا لا أسالم حينما | يغدو الخنوعُ هو السلامْ | أنا لا أهادنُ رأسَ جاريةٍ | و لا صوتُ القبيلةِ ضمن خارطتي | وأدعيةُ الوئامْ | لن أعلنَ الآن القصيدةَ | حين أعلنها | سينتفضُ الكلامْ | أنا شاعر ٌ يُوحى له ومواجع ٌ توحى له | وتمزق ٌ يوحى له و تشرذمٌ يوحى له | دوماً ويوحى الإنهزامْ | فأقول أغنية ً يرددها الأحبة ُ خفيةً | قبل المنامْ | أنا شاعر ٌ جُرحُ العروبة ِ عندهُ دَمِلٌ أسى | ونبيذها سـرا ً يُـدارُ على اللئام ْ | أنا شاعرٌ قِـط ٌ لكل أحبتي | غصنٌ من الزيتون إن شاؤوا | وإن شاؤوا حمام ْ | وأعيلُ أبنائي بخـبز قصائدي | لا أرتضي يوما ً لهم خبزا ً حرامْ | فلذا أموتُ اليوم مقتنعا ً | بهذا القدرِ من عمري | ومن هذا الحطام ْ | |