صِيرِي إِلَى بَيْتِكِ الْجَدِيدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صِيرِي إِلَى بَيْتِكِ الْجَدِيدِ | في رَوْنَقِ الطَّالِعِ السَّعِيدِ |
لَمْ تَتْرُكِي مَنْزِلاً مُجِيداً | إِلاَّ إِلَى مَنْزِلٍ مُجِيدِ |
أَيُّ أَبٍ حَازِمٍ نَبِيلٍ | دَرَجَتْ مِنْ قَصْرِهِ الْمُشِيدِ |
أَخْلَصْتُ وُدِّي دَهْراً لِقَوْمٍ | فَفُزْتُ بِالْمُخْلِصِ الْوَحِيدِ |
حَدِّثْ بِمَا شِئْتَ عَنْ دِيَابٍ | فِي الْفَضْلِ مِنْ مبْدِيءٍ مُعيدِ |
عَنْ أَدَبٍ عَنْ عُلُوِّ كَعْبٍ | فِي الْجَّاهِ عَنْ نَجْدَةٍ وَجُوْدِ |
كَمْ مِنْ حُرِيبٍ ضَعِيفِ رِكْنٍ | أَوَى إِلَى رِكْنِهِ الشَّدِيدِ |
وُجُوْدُ أَمْثَالِهِ قلِيلٌ | مِنْ نِعَمِ اللهِ فِي الوُجُودِ |
أَسْمَاءُ هَذَا أَبُوكِ فَابْنِي | حِمَاكِ فِي ظِلِّهِ الْمَدِيدِ |
وَفِي عِنَايَاتِ خَيْرِ أُمٍّ | يَصْدِرُ عَنْ رَأْيِهَا الرَّشِيدِ |
كَأَنَّهَا صَوَّرَتْ مِثَالاً | لِلْبِرِّ بِالزَّوْجِ وَالْوَلِيدِ |
إِنْ تَتَشَبَّهْ أَوْفَى الْغَوَانِي | بِهَا تَشَبَّهْن مِنْ بَعِيدِ |
تَرَسَّمْتِ فِي الْكَمَالِ رَسْماً | جَرَتْ عَلَيْهِ بِلاَ مُحِيدِ |
وَسِرْتِ سَيْراً عَدَاهُ ذَامٍ | فِي ذلِكَ الْمَنْهَجِ الْحَمِيدِ |
آلَ الْعَرُوسَيْنِ لاَ بَرِحْتُمْ | مِنَ الْمَسَرَّاتِ فِي مَزِيدِ |
لِتَوْبَةِ الْدَّهْرِ أِيِّ حُسْنٍ | فَالْيوْمُ عِيدٌ وَأَيُّ عِيدِ |
قَد عَقَدَ الْيُمْنُ فِيهِ عِقْداً | لَهُ فَخارٌ عَلى الْعُقُودِ |
غَيْرُ قَلِيلِ أَنْ تَشهَدُوهُ | وَالْمَجْدُ فِيهِ مِنَ الشُّهُودِ |
أَسْمَاءُ فِي الْخَرْدِ الْغَوَالِي | فَرِيدَةُ اللُّؤْلُؤِ الْفَرِيدِ |
تِلْكَ الذَّكِيَّاتُ فِي حَلاَهَا | مِنْ أَيِّ نَوْعٍ مِنَ الْوُرُودِ |
يَأْبَى عَلَى الْعَفَافِ مِنْهَا | وَصْفُ قَوَمٍ أَوْ نَعْتُ جِيدِ |
أَمَّا الْمَعَانِي بِهَا فَتَسْمُو | مَعَانِيَ الشَّاعِرِ الْمُجِيدِ |
زُفَّتْ إِلَى نَابِهٍ حَصِيفٍ | فِي جِيلِهِ فَاقِدِ النَّدِيدِ |
فَتىً وَدِيعٌ كَمَا دَعَوْهُ | غَيْرَ مُرِيبٍ وَلاَ مُرِيدِ |
رَقِيقُ حُسْنٍ يَسْطُو بِبَأْسٍ | دَانَتْ لَهُ قُوَّةُ الْحَدِيدِ |
بِعَينِ طِفْلٍ وَعَقْلِ كَهْلٍ | مَا فِعْلُهُ فِي فُؤَادِ رَوْدِ |
يَا أَيُّهَا الآخِذَانِ عَهْداً | قَدَّسَهُ اللهُ فِي الْعُهُودِ |
تِلْكَ السَّلافُ الَّتِي أَحَلَّتْ | بَيْنَ التَّسَابِيحِ وَالنَّشِيدِ |
رَمْزٌ إِلَى خُلْسَةٍ أُبِيحَتْ | لِلْحُبِّ مِنْ كَوْثَرِ الْخُلُودِ |
تَصِيبُهَا النَّفْسُ وَهْيَ ظَمْأَى | مِنَ الأَمَانِي وَالْوُعُودِ |
رَدَّا صَفَاءَ الْهَوَى وَذَوَّقَا | مَا طَابَ مِنْ عَيْشِهِ الرَّغِيدِ |