بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ | فِي ظِلاَلَ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ |
وَاسْلَمِ الدَّهْرَ فَائِزاً بِمَزِيدٍ | فَمزِيدٍ مِنْ سَابِغِ الآلاَءِ |
إِنَّ نَسْلاً إِلَى العَفِيفَةِ يُنْمَى | لَجَدِيرٌ بِأَوْفَرِ النَّعْمَاءِ |
غَادَةٌ بَلْ قِلاَدَةٌ مِنْ مَعَانٍ | جُمِعَتْ في فَرِيدَةٍ زَهْرَاءِ |
صُورَةٌ مِنْ بَشَاشَةٍ تَتَجَلَّى | فِي حُلِيِّ الشَّمَائِلِ العَصْمَاءِ |
نِعْمَتِ الأُمُّ أَنْجَبَتْ خِيرَةَ الأُوْ | لاَدِ لِلبِرِّ وَالنَّدَى وَالْوَفَاءِ |
نِعْمَتِ الزَّوْجُ عِفَّةُ وَوَلاَءً | لِلْقَرِينِ الْحُرِّ الصَّدُوقِ الْوَلاَءِ |
إِنَّ سَمْعَانَ شَيْخُنَا وَحَبِيبُ اللَّ | هِ وَالخَلْقِ كُلِّهِمْ بِالسَّواءِ |
هُوَ مِقْدَامُنَا الكَبِيرُ وَأَكْرِمْ | بِكَبِيرٍ خَلاَ مِنَ الكِبْرِيَاءِ |
أَبَداً بَيْنَهُ وَبَيْنِي دَعَاوَى | نَتَقَاضَى بِهَا لِغَيْرِ الْقَضَاءِ |
أَنَا أُثْنِي عَلَيْهِ وَهْوَ عَلَى الْعَهْ | دِ بِهِ غَيْرُ مُغْرَمٍبِالثَّنَاءِ |
وَلَهُ الْحَقُّ إِنَّ فِي النَّفْسِ لا فِي | قَوْلِ مُثْنِ حَقِيقَةَ الْعَلْيَاءِ |
وَلِيَ العُذْرُ هَلْ يَصِحُّ سُكُوتٌ | عَنْ فِعَالٍ تَدْعُو إِلى الإِطْرَاءِ |
هذِهِ لَيْلَةٌ وَنَاهِيكَ فِي الدَّهْ | رِ بِهَا مِنْ يَتِيمَةٍ غَرَّاءِ |
خَلَعَتْ حُلَّةَ السَّوَادِ وَلاَحَتْ | فِي دِثاَرِ مِنْ بَاهِرِ الَّلأْلاَءِ |
فَمَصَابِيحُ تَمْلأُ الأَرْضَ نُوراً | وَمَصَابِيحُ مِثْلُهَا فِي السَمَاءِ |
وَمَشِيدٌ مِنَ الصُّرُوحِ رَحِيبٌ | جَمَعَ المَجْدَ كُلَّهُ فِي فِنَاءِ |
تَاهَ بِالعِلْيَةِ السَّرَاةِ مِنَ القَوْ | مِ وَبَاهَى بِالنُّخْبَةِ النُّبَلاَءِ |
جَادَهُ كُلُّ مَغْرِسٍ مُسْتَحَادٍ | بِحِلىً مِنْ فُروعِهِ الخَضْرَاءِ |
وَإلَيْهِ أَهْدَتْ أَفَانِينَ مِن أَز | هَارِهَا كُلُّ رَوْضَةٍ غَنَّاءِ |
عَقَدَ السَّعْدُ فِيهِ عَقْداً جَمِيلاً | ضَمَّ رَبَّ الحُسْنَى إِلى الْحَسْنَاءِ |
وَشَدَا سَاجِعُ الأَمَانِيِّ فِيهِ | يُوسُفَ الخَيْرِ فُزْ بِخَيْرِ النِّسَاءِ |
فُزْ بِغَيْداءَ أُوتِيَتْ فَضْ | لاً عَلَى كُلِّ حُرَّةٍ غَيْدَاءِ |
سَمْحَةِ القَلْبِ ظَاهِرٍ لُطْفُ مَا | تُضْمِرُهُ فِي جَبِينِهَا الوَضَّاءِ |
عَفَّةٌ فِي تَأَدُّبِ وَعُلُوٌّ | فِي اتِّضَاعٍ وَرِقّةٌ فِي إِبَاءِ |
حُسْنُ مَبْنَىً أَحَبُّ مَا في حُلاَهُ | أَنَّ حُسْنَ المَعْنَى بِهِ مُتَرَاءِ |
وَكَمَالُ الْجَمَالِ مِنْ كُلِّ وَجهٍ | أَنْ يُرَى فِي الوُجُوهِ صِدْقُ المَرَائِي |
يَا لَها مِنْ فَتَاةِ عِزٍّ نَمَاهَا | عُنْصُرٌ يَرْتَقِي إِلَى الجَوْزَاءِ |
فِي بُنَاةِ العُلَى أَبُو شَنَبٍ | شَادُوا صُرُوحاً لِلعِزَّةِ القَعْسَاءِ |
حَسَبٌ زَادَهُ سَنى وَسَنَاءً | نَسَبٌ جَامِعُ السَّنَى وَالسِّنَاءِ |
زَفَّ عَذْرَاءَهُمْ إِلَى كُفُؤٍ لَي | سَ لَهُ فِي السَّرَاةِ مِنْ أَكْفَاءِ |
هُوَ فَخْرُ الشَّبَابِ وَهْوَ الفَتَى | يَحْفَظُهُ اللهُ فَاقِدُ النُّظَرَاءِ |
يَا حَكِيماً عَلَى الحَدَاثَةِ فِي السِّ | نِّ تَقَدَّمْتَ سُنَّةَ الحُكَمَاءِ |
لَمْ نُحَدَّثُ عَنْ مُبْتَ | كِرٍ مَا ابتَكَرْتَهُ فِي العَطَاءِ |
أَكْثَرُ الجُودِ عَنْ هَوىً غَيْرَ أَنَّ ال | رَّيْبَ يَقْفُو مَسَالِكَ الأَهوَاءِ |
وَبَدِيعٌ فِي مَأْثَرَاتِكَ دَامَتْ | أَنَّهَا مِنْ وَلاَئِدِ الآرَاءِ |
فَهْيَ تُغْنِي مِنْ فَاقَةٍ وَتُدَاوِي | مِن سَقَامٍ وَتَفْتَدِي مِن عَنَاءِ |
كَمْ نُفُوسٍ مَلَكْتَهُنَّ بِنُعْمَى | وَصَلَتْ مَا قَطَعْنَهُ مِنْ رَجَاءٍ |
هَلْ يَحُلُّ السَّوَادَ فِي كُلِّ قَلْبٍ | غَيْرُ مَنْ جَادَ بِاليَدِ البَيْضَاءِ |
وَحُلَى العَقلِ فِيكَ شَتَّى وَأَحْلاَ | هَا لَدَى الأَزْمَةِ ابتِدَارُ الذَّكَاءِ |
تَنْظُرُ النَّظْرَةَ البَعِيدَ مَدَاهَا | فَتَرَى مَا بُكِنُّ قَلْبُ الْخَفَاءِ |
تَتَّقِي الخَطْبَ فِي مَظِنَّتِهِ وهْ | وَ جَنِينٌ فِي مُهْجَةِ الظَّلْمَاءِ |
هَكَذَا هَكَذَا الرِّجَالُ أُولُو العَزْ | مِ فَعِشْ سَائِداً وَدُمْ فِي صَفَاءِ |
وَابْلُغِ الغَايَةَ التِي تَبتْغِيها | مِنْ فَخَارٍ حَقٍّ وَمِنْ عَلْيَاءِ |
صَانَكَ اللهُ وَالعَرُوسَ مَدِيداً | فِي سُرُورٍ وَنِعمَةٍ وَرِفاءِ |