أَمِنْ دِمَنٍ بِشاجِنَة ٍ الحَجُونِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أَمِنْ دِمَنٍ بِشاجِنَة ٍ الحَجُونِ | عفَتْ منهَا المعارفُ منذُ حينِ |
وضَنَّتْ بِالكَلامِ، ولَمْ تَكَلَّمْ | بَكَيْتَ، وكَيْفَ تَبْكِي لِلضَّنِينِ |
ونَدَّى المَاءُ جَفْنَ العَيْنِ حَتَّى | ترقرقَ، ثمَّ فاضَ منَ الجفونِ |
كَما هَمَلَتْ وسَالَ مِنَ الأَوَاتي | دُمُوعُ النِّكْسِ مِنْ وَشَلٍ مَعِينِ |
مَنَازِلُ مَا تَرَى الأَنْصَابَ فِيها | ولا حُفَرَ المُبَليِّ لِلْمَنُونِ |
ولاَ أَثَرَ الدَّوَارِ ولاَ المَآلِي | ولكِنْ قَدْ تَرَى أُرَبَ الحُصُونِ |
عفَتْ إلاَّ أياصرَ أوْ نئيَّاً | محافرهُا كأسرية ِ الإيضينِ |
وأخرجَ، أمُّهُ لسواسِ سلمى | لِمَعْفُورِ الضَّرَا ضَرِمِ الجَنينِ |
تنكَّرَ رسمُها إلاَّ بقايا | جلاَ عنهَا جدَا همعٍ هتونِ |
كَآثَارِ النَّؤُورِ لَهُ دُخَانٌ | أسفَّ متونَ مقترحٍ رصينِ |
كَأَنَّ حُطَامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فِيهِ | فَرَاشُ صَمِيمِ أَقْحافِ الشُّؤُونِ |
وقفتُ بها فهيضَ جوى ً أطاعَتْ | لَهُ زَفرَاتُ مُغْتَرِبٍ حَزِينِ |
أشتَّ بأهلِهِ صرفُ اللَّيالي | فأضحَى وهوَ منجذمُ القرينِ |
ويومِ ظعائنٍ علَّلتُ نفسي | بهنذَ على مواشكة ٍ ذقونِ |
مبرزَّة ٍ إذا أيدي المطايا | شدتْ بقباضة ٍ، وثنتْ بلينِ |
ظَعَائِنُ كُنْتُ أَعْهَدُهُنَّ قِدْماً | وهنَّ لذي الأمانة ِ غيرُ خونِ |
حسانُ مواضعِ النُّقبِ الأعالي | غراثُ الوشحِ، صامتة ُ البرينِ |
طِوَالُ مَشَكِّ أَعْنَاقِ الهَوَادِي | نَوَاعِمُ بَيْنَ أبْكَارٍ وعُونِ |
يُسَارِقْنَ الكَلامَ إِليَّ لَمَّا | حَسِسْنَ حِذارَ مُرْتَقِبٍ شَفُونِ |
كأنَّ الخيمَ هاجَ إليَّ منهُ | نعاجُ صرائمٍ حمِّ القرونِ |
عقائلُ رملة ٍ نازعنَ منها | دفوقَ أقاحِ معهودٍ ودينِ |
خِلاطَ أَكُفِّ شُقَّارَى احْتَشَتْها | ملمَّعة ُ الشَّوَى بيضُ البطونِ |
فلمَّا أنْ رأينَ القولَ حالتْ | حَوَائِمُ يَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً |
نقبنَ وصاوصاً حذرَ الغيارَى | إليَّ منَ الهوادجِ للعيونِ |
نَطَقْنَ بِحَاجَة ٍ، وَطَوَيْنَ أُخْرَى | كطيِّ كرائمِ البزِّ المصونِ |
بمقتنصِ الهوَى وصَّلنَ منهُ | معاتبَ نقَّبتْ قصبَ الوتينِ |
بِعَيْنِكَ وَدَّعَتْ في القَلْبِ... | وداعَ صريمة ٍ لفراقِ حينِ |
بِذِي ذِئْبٍ يَنُوسُ بِجَانِبَيْهِ | عَثَاكِلُ مِنْ أَكَالِيلِ العُهُونِ |
أحمِّ سوادِ أعلى اللَّونِ منهُ | كَلَوْنِ سَرَاة ِ ثُعبَانِ العَرِينِ |
تخيَّرَ منْ سرارة ِ أثلِ حجرٍ | ولاحكَ بينَهُ نحتُ القيونِ |
تَقُولُ ليَ المَلِيحَة ُ أُمُّ جَهْمٍ | وقدْ يرعَى لذي الشَّفقِ المنينِ |
كَأَنَّكَ لا تَرَى أَهْلاً ومَالاً | سوَى وجناءَ جائلة ِ الوضينِ |
ولَوْ أَنِّي أشَاءُ كَنَنْتُ جِسْمِي | إلى بيضاء واضحة الجبينِ |
إذ قامتْ تأوَّدَ مسبكرٌّ | منَ القضبان في فننٍ كنينِ |
ولكنِّي أسيرُ العنسَ يدمَى | أظلاّها، وتركعُ في الحزونِ |
يظلُّ يجولُ فوقَ الحاذِ منها | بِآيِلِ بَوْلِهَا قِطَعُ الجَنِينِ |
تسدُّ بمضرحيِّ اللَّونِ جثلٍ | خَوَايَة َ فَرْجِ مِقْلاَتٍ دَهِينِ |
كَعُثْكُولِ الصَّفِيِّ، زَهَاهُ هُلْبٌ | بهِ عبسُ المصايفِ كالقرونِ |
تُمِرُّ عَلى الوَرَاكِ إِذَا المَطَايَا | تقايسنَ النِّجادَ منض الوجينِ |
خَرِيعَ النَّعْوِ، مُضْطَرِبَ النَّواحي | كأخلاقِ الغريفة ِ ذا غضونِ |
نَزَتْ شُعَبَ النِّسَا مِنْها الأعَالي | بجانبِ صفحِ مطحرة ٍ زبونِ |
تِشُقُّ مُغَمِّضَاتِ اللَّيْلِ عَنْهَا | إذا طرقتْ، بمرداسٍ رعونِ |
يلاطمُ أيسرُ الخدَّينِ منها | إذا ذقنتْ قوَى مرسٍ متينِ |
كَحُلْقُومِ القَطَاة ِ، أُمِرَّ شَزْراً | كَإِمْرَارِ المُحَدْرَجِ ذِي الأُسُونِ |
كذا وكلاَ، إذا حبستْ قليلاً، | تَعَلُّلُها بِمُسْوَدِّ الدَّرِينِ |
مُضَبَّرَة ُ القَرَى ، بُنِيَتْ يَدَاهَا | إلى سندٍ كبرجِ المنجنونِ |
قليلُ العركِ، يهجرُ مرفقاها | خَلِيفَ رَحى ً كَفُرْزُومِ القُيُونِ |
كأنِّي بعدَ سيرِ القومِ خمساً | أَحَذُّ النَّعْتِ يَلْمَعُ بالمَنِينِ |
عَلى بَيْدَانَة ٍ بِبَناتِ قَيْنٍ | تسوفُ صلالً مبتدِّ ظنونِ |
تُعَارِضُ رَعْلَة ً، وتَقُودُ أُخْرَى | نِفَافَ الوَطْءِ، غَائِرَة َ العُيُونِ |
نَواعِجَ، يَغْتَلِين مُوَاكِبَاتٍ | بأعناقٍ كأشرعة ِ السَّفينِ |
تُرَاكِلُ عَرْبَسِيسَ المَتْنِ مَرْتاً | كظهرِ السَّيحِ، مطَّردَ المتونِ |
ترَى أصواءَهُ متجاوراتٍ | عَلى الأشْرَافِ كالرُّفَقِ العِزِينِ |
بمنخرقٍ تحنُّ الرِّيحُ فيهِ | حَنِينَ الجُلْبِ في البَلَدِ السَّنينِ |
يَظَلُّ غُرابُهَا ضَرِماً شَذَاهُ | شَجٍ بِخُصُومَة ِ الذِّئْبِ الشَّنُونِ |
عَلى حُوَلاَءَ يَطْفُو السُّخْدُ فِيها | فراهَا الشَّيذمانُ عنِ الجنينِ |
وركبٍ قدْ بعثتُ إلى رذايا | طَلائِحَ مِثْلِ أَخْلاقِ الجُفُونِ |
مَخَافَة َ أَنْ يَرِينَ النَّوْمُ فِيهِمْ | بِسُكْرِ سِنَاتِهِمْ كُلَّ الرُّيُونِ |
فَقَامُوا يَنْفُضونَ كَرَى لَيَالٍ | تمكَّنَ بالطُّلَى بعدَ العيونِ |
وشحواءِ المقامِ بللتُ منها | بِسَجْلٍ بَطْنَ مُطَّرِقٍ دَفِينِ |
كَأَنَّ قَوَادِمَ القُمْرِيِّ فِيهِ | علَى رجوَيْ مراكضِها الأجونِ |
سَلاجِمُ يَثْرِبَ اللاَّتي عَلَتْها | بِيَثْرِبَ كَبْرَة ٌ بَعْدَ الجُرُونِ |
سَبَقْتُ بِوِرْدِهَا فُرَّاطَ سِرْبٍ | شرائحَ بينَ كدريّ وجوني |
تَرَى لِحُلُوقِ جِلَّتِها أَدَاوَى | ملمَّعة ً كتلميعِ الكرينِ |
لِكُلِّ إِدَاوَة ٍ مِنْها نِياطٌ | وحُلْقُومٌ أُضِيفَ إِلى وَتِينِ |
إذَا اقْلَوَلَيْنَ لِلْقَرَبِ البَطِين | |
بِأَجْنِحة ٍ يَمُرْنَ بِهِنَّ حُرْدٍ | وأعناقٍ حنينَ لغيرِ أونِ |
قطَا قربٍ تروَّحَ عنْ فراخٍ | نواهضَ بالفلا صفرِ البطونِ |
كأنَّ جلودهنَّ إذا ازلغبَّتْ | أفاني الصَّيفِ في جردِ المتونِ |
بِمُشْتَبِهِ الظَّوَاهِرِ والصُّحُونِ |