طَالَ في رَسْمِ مَهْدَدٍ رَبَدُهْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
طَالَ في رَسْمِ مَهْدَدٍ رَبَدُهْ | وعَفَا، واسْتَوَى بِهِ بَلَدُهْ |
ومحاهُ تهطالُ أسمية ٍ | كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَة ٍ تَرِدُهْ |
غَيْرَ حَشْوٍ مِنْ عَرْفَجِ، غَرَضٍ | لرياحِ المصيفِ، تطّردُهْ |
وبَقَايَا مِنْ نُؤيِ مُحْتَجِزٍ | ومصامٍ مشعَّثٍ وتدُهْ |
وخصيفٍ لدَى مناتجِ ظئرَيـ | ـنِ منَ المرخِ، أتأمَتْ زندُهْ |
تَرَكَ الدَّهْرُ أَهْلَهُ شُعَباً | فاستمرَّتْ منْ دونِهمْ عقدُهْ |
وكَذَاكَ الزَّمَانُ يَطْرُدُ بالنَّا | سِ إلى اليومِ يومُهُ وغدُهْ |
لاَ يُرِيشَانِ باخْتِلاَفِهِمَا المَرْ | ءَ، وإنْ طالَ فيهِما أمدُهْ |
كلُّ حيٍّ مستكملٌ عدَّة َ العمـ | ـرِ، ومُودٍ إِذا انْقَضى عَدَدُهْ |
عجباً ما عجبتُ منْ جامعِ الما | لِ يباهي بهِ، ويرتفدُهْ |
ويُضِيعُ الَّذي يُصَيِّرُهُ اللّـ | ـهُ إِلَيْهِ، فَلَيْسَ يَعْتَقِدُهْ |
يَوْمَ لا يَنْفَعُ المُخَوَّلَ ذا الثَّرْ | وة ِ خلاَّنُة ُ ولاَ ولدُهْ |
ثُمَّ يُؤْتَى بِهِ، وخَصْماهُ، وَسْطَ الْـ | ـجِنِّ والإِنْسِ، رِجْلُهُ ويَدُهْ |
خاشعَ الطّرفِ، ليسَ ينفعُهُ ثـ | ـمَّ أمانيُّهُ، ولا لددُهْ |
قُلْ لِباكي الأَمْواتِ: لا يَبْكِ للنَّا | سِ، ولا يستنعْ بهِ فندُهْ |
إنّما النَّاسُ مثلُ نابتة ِ الزَّر | عِ، متَى يَأْنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ |
وابْنِ سَبِيلٍ قَرَيْتُهُ أُصُلاً | مِنْ فَوْزِ حَمْكٍ مَنْسُوبَة ٍ تُلُدُهْ |
لمْ يستدرْ في ربابة ٍ، ونحَا | أصْلابَها، وشوشُ القِرَى ، حشدُهْ |
دفعْتُ فيهَا ذا ميعة ٍ صخباً | مغلاقَ قمرٍ، يزينُهُ أودُهْ |
لمْ يبقَ منْ مرسِ كفِّ صاحبِهِ | أخلاقُ سربالهِ، ولا جدُدُهْ |
مُوعَبُ لِيطِ القَرَا، بِهِ قُوَبٌ | سودٌ، قليلُ اللِّحاءِ، منجردُهْ |
يغدُو منَ الحيِّ ضيفُهُ دسماً، | وإِنْ أوَى وَهْوَ ظاهِرٌ وَبَدُهْ |
مُجِرَّبٌ بالرِّهانِ، مُسْتَلِبٌ | خصْلَ الجَوارِي، طَرَائِفٌ سَبَدُهْ |
إذا انتحَتْ بالشِّمالِ سانحة ً | جالَ بريحاً، واستفردتْهُ يدُهْ |
نِعْمَ نَجِيشُ القِرَى ، نُهِيبُ بِهِ | ليلاً ذا البركُ حاردتْ رفدُهْ |
بانَ الخليطُ الغداة ، فاستلبوا | منكَ فؤاداً مصابة ً كبدُهْ |
واستقلبتهُمْ هيفٌ، لهَا حدبٌ | تُزْجي سَيَالَ السَّفَى ، وتَطَّرِدُهْ |
هَاجَتْ نِزاعاً سَهْواً، مُناكِبَة ً | منْ فجِّ نجرانَ، تغتلي بردُهْ |
رَفَعْنَ فَوْقَ المُخَيَّساتِ ضُحى ً | للبينِ لمَّا تقعقعَتْ عمدُهْ |
كُلَّ مُنِيفٍ كالقَرِّ، مُعْتَدِلٍ | بينَ فئامينْ، سوِّيَتْ مهدُهْ |
مُصْغِياتٍ يَرْسِمْنَ في عُرُضِ الآ | لِ رسيماً مواشكاً حفدُهْ |
فِيهِمْ لَنا خُلَّة ٌ نُواصِلُها | في غيرِ أسبابِ نائلٍ تعدُهْ |
إِلاَّ حَدِيثاً رَسْلاً يُضَلِّلُ بالْـ | ـعزهاة ِ، والمستنيعُ فيهِ ددُهْ |
لَمْ تَأْكُلِ الفَثَّ والدُّعَاعَ، ولَمْ | تنقفْ هبيداً يجنيهِ مهتدُهْ |
هلْ تبلغنٍّيهِمْ مذكّرة ٌ | وَجْناءُ، مَضْبُورَة ُ القَرا، أُجُدُهْ |
يَبْرُقُ في دَفِّها سَلائِقُها | منْ بينِ فذٍّ وتوءَمٍ جدَدُهْ |
ذَاتُ شِنْفَارَة ٍ إِذا هَمَتِ الذِّفْـ | ـرَى بِماءٍ عَصَائِمٍ جَسَدُهْ |
كَعِراقِ الأطِبَّة ِ السُّودِ، يَسْتَـ | ـنُّ، كَحَبْلٍ يَجُولُ، مُنْفَصِدُهْ |
مثلَ حبٍّ الكباث، يحدُرُهُ اللِّيـ | ـتُ إذا ما اسْتَذَابَهُ نَجَدُهْ |
حينَ قالَ اليعقورُ، واعتدلَ الظَّـ | ـلُّ، وكانَتْ فُضُولَه وُسُدُهْ |
وانتمَى ابنُ الفلاة ِ في طرفِ الجّْ | لِ، وأعيَا عليهِ ملتحدُهْ |
في مليعٍ، كأنَّ حفَّانَهُ الرَّكـ | ـبُ إِذا مَا اللَّظَى جَرَى صَخَدُهْ |
لَمَّا وَرَدْتُ الطَّوِيَّ والحَوْضُ كالصِّـ | ـيرَة ِ، دَفْنُ الإِزَاءِ، مُلْتَبِدُهْ |
سافَتْ قليلاً أعلَى نصائبِهِ، | ثمَّ استمرَّتْ في طامسِ تخدُهْ |
وقدْ لوَى أنفَهُ بمشفرِهَا | طِلْحُ قَرَاشِيمَ، شَاحِبٌ جَسَدُهْ |
عَلٌّ، طَوِيلُ الطَّوَى ، كَبَالَيَة ِ السُّـ | ـفْعِ، مَتَى يَلْقَ العُلْوَ يَصْطَعِدُهْ |
كأَنَّهَا خَاضِبٌ غَدَا هَزِجاً | يَنْقُفُ شَرْيَ الدَّنَا، ويَحْتَصِدُهْ |
ظَلَّ بِنَبْدِ التَّنُّومِ يَخْذِمُهُ | حَتَّى إِذَا يَوْمُهُ دَنَا أَفَدُهْ |
راحَ يشقُّ البلادَ منتخباً، | حمشَ الظَّنابيبِ، طائراً لبدُهْ |
حَتَّى تَلاَقَى ، والشَّمْسُ جَانِحَة ٌ | أدحيَّ عرسينِ رابياَ نضدُهْ |
بَاتَ يَحُفُّ الأُدْحِيَّ مُتَّخِذاً | كِسْرَيْ بِجَادٍ مَهْتُوكَة ٍ اُصُدُهْ |
أَذَاكَ أمْ نَاشِطٌ تَوَسَّنَهُ | جَارِي رَذَاذٍ يَسْتَنُّ مُنْجَرِدُهْ |
بَاتَ لَدَى نُعْضَة ٍ يَطُوفُ بها | في رَأْسِ مَتْنٍ أَبْزَى بِهِ جَرَدُهْ |
لَمَّا اسْتَبَانَ الشَّبا، شَبا جِرْبِيا | ءِ المسِّ، منْ كلِّ جانبٍ تردُهْ |
غَاطَ حَتَّى اسْتَباثَ مِنْ شِيَمِ الأَرْ | ضِ سفاة ً منْ دونِها ثأدُهْ |
طَالِعٌ نِصْفُهُ، ونِصْفٌ يُوارِيـ | ـهِ حفيرٌ، يحفُّهُ سندُهْ |
بيَّتتهُ السَّماءُ منْ آخرِ اللَّيـ | ـلِ بِشُؤْبُوبٍ مُهْذِبٍ بَرَدهْ |
فهْوَ طافٍ، يزلُّ عنْ متنهِ القطـ | ـرُ، نقيٌّ إهابُهُ، صردُهْ |
وغَدَا، إذْ بَدَتْ لَهُ الشَّمْسُ، يَجْتَا | بُ كَثِيباً خَلا لَهُ عَقِدُهْ |
بَيْنَما ذَاكَ هَاجَهُ غُدْوَة ً | جمعُ ضروٍ، مقلَّدٌ قددُهْ |
صَائِباتُ الصُّدُورِ، يَبْدُو إذا أَقْـ | ـعَيْنَ مِنْ كُلِّ مِرْفَقٍ بَدَدُهْ |
يبتدرنَ الأحراجَ كالثَّولِ، والحرْ | جُ لربِّ الصُّيودِ يصطفدُهُ |
مرعياتٍ لأخلجِ الشِّدْقِ، سلعا | مٍ، مُمَرٍّ، مَفْتُولَة ٍ عَضُدُهْ |
يَضْغَمُ النَّابِيءَ المُلَمَّعَ بَيْنَ الرَّ | وْقِ والعَيْنِ، ثُمَّ يَقْتَصِدُهْ |
ثُمَّ إِنْ لَمْ يُوافِهِ القَوْمُ لَمْ يُشْـ | ـكلْ عليهِ منْ أينَ يفتصدُهْ |
ذا ضريرٍ، يصرُّ مثلَ صريرِ الـ | ـقَعْوِ لَمَّا أَصَاحَهُ مَسَدُهْ |
مِنْ خِلاَلِ الألاَءِ عَايَنَ، فانْقَـ | ـضَّ مليَّاً، ما يرعوي زؤدُهْ |
ثمَّ آدتْهُ كبرياءُ علَى الكـ | ـرِّ، وحردٌ في صدرهِ يجدُهْ |
فهوَ ثانٍ، يذوحهُنَّ بروقيـ | ـهِ مَعاً أوْ بِطَعْنِهِ عَنَدُهْ |
ذا ضريرٍ، يشكُّ آباطَها القصـ | ـوى بطعنٍ يفوحُ معتندُهْ |
تتشظَّى عنهُ الضَّراءُ، فمَا تثـ | ـبُتُ أَغْمَارُهُ ولاَ صُيُدُهْ |
فنهَى سبحَة َ اليقينُ، ومَا لاَ | قَى عطافٌ، والموتُ محتردُهْ |
إذْ أقادتْهُ عادة ٌ كانَ يرجو | هَا، فَوَافَى المَنُونَ تَرْتَصِدُهْ |
وغَدَا الثَّوْرُ يَعْسِفُ البِيدُ، لاَ يَكْـ | ـتَنُّ مِنْ جَرْيِهِ، ويَجْتَهِدُهْ |
فَذَاكَ شَبَّهْتُ نَاقَتِي، غَيْرَ مَا | ضمَّتْ قتودُ الحاذينِ أوْ عقدُهْ |
إذا غدَتْ تمتحي معاجيلَ خـ | ـلّ إذا مَا انتحَتْ بهِ كؤدُهْ |