سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشِقِ المَجْدَ عاشِقُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشِقِ المَجْدَ عاشِقُ | وغيرِي لمنْ لمْ يصطَفِ الحمدَ وامقُ |
عَزَفْتُ عَنِ الأحْبابِ غَيرَ ذَوِي النُّهى | فلستُ بمشتاقٍ وغيرُكَ شائقُ |
أُحِبُّكَ ما حَنَّتْ سلُوبٌ وما شدَا | طروبٌ وما تاقَ العشياتِ تائقُ |
ومالِيَ لا يقْتادُنِي نَحْوَكَ الهَوى | وَعِنْدِيَ حادٍ مِنْ هَواكَ وَسائِقُ |
أأثْنِي عِناني عَنْكَ أطْلُبُ مَطْلَباً | وَأتْرُكُ خَيْراً مِنْهُ إنِّي لَمائِقُ |
يُطِيعُ النوى من خافَ في أرضِهِ الطَّوى | ولولا احتباسُ الغيثِ ما شيمَ بارِقُ |
أيا بنَ علِيٍّ إنْ تردَّيْتَ فاشتمِلْ | رداءَ المعالِي إنَّهُ بكَ لائقُ |
فأنتَ الحقُيقُ بالعلاءِ وبالثَّنا | إذا الحَقُّ يَوْماً أوْجَبَتْهُ الحقائِقُ |
لعمرِي لئنْ كنتُ امرأً فاتَهُ الغِنى | فحسْبِي غنى ً أنِّي بجُودِكَ واثِقُ |
وقد علقتني النّائبات فويحها | أما علِمَتْ أنِّي بحبلِكَ عالِقُ |
ألم تدر أني من أبي اليمن نازلٌ | بحيثُ تحامانِي الخُطوبُ الطوارِقُ |
ألَمْ يُغْنِني بَحْرٌ بِجُودِكَ زاخِرٌ | ألمْ يحمِنِي طودٌ بعزِّكَ شاهِقُ |
ألَمْ يَكُ لِي مِنْ حُسْنِ رأيِكَ صارِمٌ | لهامِ العدى والفقْرِ والدهْرِ فالِقُ |
لقَدْ بَرَّحَتْ كَفّاكَ فِي الجُودِ بالحَيا | فَلا عاقَها إلاّ عَنِ البُخْلِ عائِقُ |
سماؤُكَ مدرارٌ وريحُكَ غضَّة ٌ | وعزُّكَ قهّارٌ ومجدُكَ باسِقُ |
وما برحَتْ منكَ الخلائقُ تعتَلِي | إلى سُؤدَدٍ لا تدَّعِيهِ الخلائقُ |
إذا ما تنُوخِيٌّ سما لفضيلة ٍ | تَخَلّى مُجارِيهِ وقَلَّ المُرافِقُ |
توسّطت منهم بيت فخر عمادُهُ | صدُورُ القَنا والمُرْهَفاتُ الذوالِقُ |
بنى أولٌ منهُمْ وشَيَّدَ آخرٌ | إلى مثلِهِ تسمُو العُيُونُ الروامِقُ |
سَمتْ بِسَعِيدٍ فِي تَنُوخَ وَغَيْرِها | ذوائبُ مجدٍ بالنجومِ لواصِقُ |
بأزهَرَ لوْ ألقى على البدرِ مسحة ً | ببهجتِهِ لمْ يمحَقِ البدرَ ماحِقُ |
أغرُّ إذا أجْرى الكرامُ إلى مدَى | شآهُمْ جَوادٌ لِلسَّوابِقِ سابِقُ |
فتى ً عطَّرَ الأيام من طيبِ ذكرهِ | شذى ً تتهاداهُ الأنوفُ النواشِقُ |
وَزِينَتْ بهِ الدُّنيا فبَاهَتْ وَطاوَلَتْ | مغرِبُها تيهاً بهِ والمشارِقُ |
أنامِلُهُ لِلْمِكْرُماتِ مفاتِحٌ | على أنها للحادثاتِ مغالِقُ |
غَمائِمُ غُرٌّ لَيْسَ تُدْرى هِباتُها | أهُنَّ سُيُوبٌ أمْ سُيُولٌ دَوافِقُ |
تأَلّى على الإسرافِ في بذلِ مالِهِ | فَلمْ يَقْتَصِرْ والصّادِقُ العَزْمِ صادِقُ |
فوالله ما أدرِي أتلكَ مواعدٌ | تقدمنَ منْ إحسانِهِ أمْ مواثِقُ |
بقيتَ لعبدٍ عائدٍ بكَ سعدُهُ | وعِشْتَ لِعَيْشٍ خالدٍ لا يُفارِقُ |
ولا زِلْتَ مأمُولاً لأيّامِ عِزِّكَ البـ | ـبواقِي ومأموناً عليكَ البوائِقُ |
نَطَقْتُ بِمَدْحٍ أنْتَ أهْلٌ لِخَيْرِهِ | ومِنْ شرَفِي أنِّي بمدحكَ ناطِقُ |
شَرُفْتُ بهِ والفَخْرُ فَخْرُكَ مِثْلَ ما | تعَطَّرَ مِنْ فَضِّ اللَّطِيمَة ِ فاتِقُ |
ولستُ أُبالِي عندَ منْ باتَ كاسداً | إذا هُوَ أضْحى وهوَ عندَكَ نافِقُ |
غَرائِبُ مِنْ أبْكارِ مَدْحٍ كأنَّها | كرائمُ منْ أزهارِ نورٍ فتائِقُ |
تَشُوقُ وَتُصْبِي السّامِعينَ كأنَّما | بِها يتَغَنَّى معْبَدٌ أوْ مُخارِقُ |
تَمُرُّ بِأفْواهِ الرُّواة ِ كأنَّها | مصَفَّقَة ٌ مِنْ خَمْرِ عانَة َ عاتِقُ |
لقدْ حدقَتْ بي منْ أيادِيكَ أنْعُمٌ | فعندِي منْ شُكْرِي لهنَّ حدائقُ |
فإنْ أنا لمْ أطْلِقْ لسانِي بحمدِها | فأُمُّ العُلى والمجدِ منِّيَ طالِقُ |