بشرى لنا بقدوم اسماعيلا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بشرى لنا بقدوم اسماعيلا | بشرى بها نلنا المنى والسولا |
بشرى لمصر وكل مصر بعدها | فالبشر من ذا العود عم شمولا |
بشرى لمن يقضي حقوق مديحه | ويصوغه كندى يديه جزيلا |
ان انت ارضيت العزيز فكل ما | تأتي يكون لدى الورى مقبولا |
العادل المفضال من آلاؤه | قد فاتت الاجمال والتفصيلا |
في كل ارض فاح نشر ثنائه | وغدا به كل امرء مشغولا |
سارت جيوش العز تصحبه فلم | يحتج لجيش يصحب الاسطولا |
فهو العزيز وكل ما قد رامه | وافى على قدر اليه ذلولا |
سرت بمرآه الملوك فاخصلت | لجنابه التعظيم والتبجيلا |
قد انزلت آيات مدحته على | لسن الخلائق بكرة واصيلا |
فهي التي تبقى على تنزيلها | لا تقبل التحريف والتبديلا |
الارض تغبط فيه مصر فحظها | في ان تقبل نعله تقبيلا |
ولو استطاعت امة الثقلين ان | تنتابه مثلت لديه مثولا |
والبحر يوم اقل طود مهابة | منه سجا وزجا وطاب مقيلا |
لما درت باريس ان سيزورها | كادت تميل من السرور مميلا |
وتبرجت في معرض الحسن الذي | لم تلف قط له العيون مثلا |
وسماء لندن مذ رأت آلاءه | جادت تحاكي راحتيه سيولا |
هيهات ليس جدا عبوس دجنة | وافى بغير اونه مملولا |
كجدا الامير وجهه متهلل | ولذا استزيد ولم يزل مسؤولا |
ايه ومن مثل العزيز كياسة | وسياسة ورئاسة واثولا |
بهجت محافلها به وتعطرت | وثناءه قد رتلت ترتيلا |
اثنى عليه الناس اجمع بالذي | هو اهله يا طيب ذاك مقولا |
فصحت لغات الاعجمين بمدحه | اذ فصلت ما جاءه تفصيلا |
فكانها هذا اللسان وان يكن | كحل العيون يباين التكحيلا |
صدقوا وربك حيث قالوا انه | كانت اياديه عليهم طولى |
وبمصر من آثاره ما فاخرت | كل البلاد به وقام دليلا |
وهو الذي احيى رميم فخارها | اذ كاد يعدم صورة وهيولى |
وهو الذي ان قال كان فعولا | واذا اتى فعلا اتاه جليلا |
ما ان يرى يوما عن المعروف ذاذ | بطء ولا في المنكرات عجولا |
هو واحد الدنيا فلا تطلب له | في العادلين مشاكلا وعديلا |
في وحدة الذات العيون تلوحه | فردا وفي جمع الفضائل جيلا |
فرع زكى عن ابيه وجده | وكذا بنوه الطيبون اصولا |
من مثل اسماعيل في عزماته | شهرت فكانت صارما مصقولا |
وصباح راى يستضئ به الدجى | حتى يعود إلى الهدى دليلى |
فالنور من مرآه او من رايه | يجلو عيونا او ينير عقولا |
صحت بحكمته البلاد فلن ترى | في قطرها الا النسيم عليلا |
واذا امرء متفلسف الف الخمو | ل رآه يأنف ان يسام خمولا |
واذا نات عنه الاماني فليلذ | بجنابه يستحقب المأمولا |
واذا شكا مرها فمن مرآته | الفى جلاء يفضل التكحيلا |
فلينظرن إليه طالب رفعة | ومحاةل في قومه تفضيلا |
ما يغلب الايام الا من اتى | متوسلا بمديحه توسيلا |
فالله نسأل ان يطيل بقاءه | ويديمه غوثا لنا موؤولا |
ويقر ناظره بانجال له | يبدون حول جنابه اكليلا |
كل نجيب ماجد مترشح | للمكرمات مؤهل تاهيلا |
هم زهرة الجنيا وبهجة مصرها | فيهم تجر من الفخار ذيولا |
دامت بهم وبهم تصان من الاذى | ومديحهم في الناس اصدق قيلا |