اطار النوم عن جفني القريح
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
اطار النوم عن جفني القريح | طموس الرشم من بعد الوضوح |
فقلت لعبرتي ها ان اهل الحمى | ساحوا فانت كذاك سجى |
وبن يا قلبي المعتل عني | فما بك للسلامة من صلوح |
عهدتك حيث تتعبني سليما | فكيف تريحني بعد الجروح |
ومن في عمره ما ذاق روحا | فما هو للمعنى بالمريح |
جمحت الى الهوى فثنى عناني | هوى عن معاودة الجموح |
عدتني عبرة الكابين قبلي | فاترك عبرتي زجر الجموح |
لقد علم الاحبة سفح دمعي | على اطلالهم كل السفوح |
وما حفظوا عهودي مثل حفظي | عهودهم على رمق بروحي |
ولولا ذاك ما ضنوا بوعد | اعل به ولو دون التشوح |
عهدت الدهر لا ينفك يغرى | بي الاحزان اغراء المشيح |
يولهني على قرب وبعد | ويبكيني على طلل وسوح |
وما نفع البكاء ولا وصال | ولو في خلسة النوم النزيح |
تركت الحذر حتى لا ابالي | بشيء من بروح او سنوح |
تساوت عندي الاشياء زهدا | فنعمة مطرب كالمستنيح |
وكن لا كوى فيه اذا ما | خلوت بانس فكري كالصروح |
وان اسعى على قدمي بهرا | كتجوالي على فرس سبوح |
لكل اساءة عندي اساء | يداويها فتستفر عن مصوح |
وما همي اذا ساهمت يوما | ااطفر بالسفيح ام المنيح |
فحظي كله في نظم در | يليق بقدر يوسف في المديح |
على ان الذي يهديه مدحا | كموقد شمعة في نور بوح |
كذاك سميه من قبل سمى | اسيرا وهو ذو الحسب القريح |
امام لا يباريه مبار | سواء في المتون وفي الشروح |
له غرر المعاني رافلات | بابهى حلة اللفظ الفصيح |
يدرس يومه ما في الليالي | يؤلفه من النظم الصحيح |
لقد شهدت له العلماء طرا | بان اربى عليهم ذا رجوح |
ففي مصر له القدح المعلى | وذكر كالغوالي في الفؤوح |
ومن علياه ارض الشام فاقت | مواسمها على طيب الفيوح |
وفي اقصى البلاد له ثناء | الذ من الغبوق او الصبوح |
نزيه زاهد ورع ولكن | عن العلياء ليس بذي ازوح |
له روح من الرحمن لكن | عن العزمات ليس بمستريح |
تلين عظاته الجلمود حتى | تفجر منه سارية الدلوح |
براعته لهذا الدين تأتي | بما يأتي الحسام من الفتوح |
لئن دقت فهام الشرك دقت | وفريته فرت جهد المجيح |
وذرت قرفه في كل نار | وذرت عصفه في كل ريح |
بعيد الصيت داني الفضل سمح | بابكار النهى للمستميح |
ولكن في حقوق الله صعب | حريص ما لديه من سموح |
اتتني يا امام العصر بشرى | جلت وجه الزمان عن الكلوح |
بانك قد جنحت الى انتصاري | فلاح النجح لي من ذا الجنوح |
تهددني بنفث السم صل | يساورني وطورا بالفحيح |
ولم يعلم بان رقى يراعى | تقاوم كل ارقم ذي ريح |
وان العلم تخدمه رجال | وقد خفرت حماه عن المبيح |
نعم سفه الجهول وجاء ادا | وصال عليّ صول المستبيح |
وصم عن الدليل ولم يزده | سوى هوج وافجاس قيح |
يعيب القول من غيري ويعزو | اليّ عيوبه فعل المريح |
وقد طال النزاع وما تصدى | لنا احد لتمييز الصحيح |
فما يدرى الذي قد جاء منا | ببسر مستطاب او بميح |
ولا من شانه غش وغبن | ولا من شأنه شان النصوح |
ولا منجاء بالوفر الموفى | ولا من آب بالنزر الوتيح |
ولا من شف عن راي سفيه | ولا من مازغيا عن نجيح |
وما ان يسكت الخصمان حتى | يعرض ما ابانا للفضوح |
فقلت قصيدة فيه شرودا | تجوب مناكب الكون الفسيح |
وغادرت الحقيقة للمحامي | لوجه اللَه عن حقي الطريح |
فكن انت الذي اعنيه منا | فانك خير مصمود صفوح |
وكن حكما على ولي فاني | اسير الحق بالحكم الصريح |
اذا ما ضن ذو وسع بفضل | فمثلك ليس بوصف بالشحيح |