نوم جديد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
1 | رحنا مع الفلْك، مجاديفنا | وعدٌ من الله وتحت المطرْ | والوحل، نحيا ويموت البَشرْ. | رحنا مع الموج وكان الفضاءْ | حبلاً من الموتى ربطنا به | أعمارَنا وكان بين السماء | وبيننا نافذةٌ للدعاءْ. | .. | "يا ربّ، لِمْ خَلّصتَنا وحدَنا | من بين كلّ الناس والكائناتْ؟ | وأين تُلقينا، أفي أرضكَ الأخرى، | أفي موطِننا الأولِ | في ورَق فينا ، في شراييننا | رعبُ من الشّمس ؛ يئسنَا من النّور | يَئسنا من غدٍ مُقبلٍ | فيه نُعيد العمرَ من أوّلِ. | .. | يا ليتَ أنّا لم نصرْ بِذرةٌ | للخلق، للأرض وأجيالها | يا ليتَ أنّا لم نزل طينةً | أو جمرةً ، أم لم نزل بين بينْ | كي لا نرى العالم كي لا نرى | جحيمه وربّه مرّتينْ" | 2 | لو رجع الزّمانُ من أوّلِ | وغمرت وجه الحياة المياه | وارتجّت الأرض وخفّ الإلهْ | يقول لي يا نوح أنقذْ لنا | الأحياء - لم أحفلْ بقول الإلهْ | ورُحت في فُلكي ، أزيح الحصى | والطين عن محاجر الميّتينْ | أفتح للطوفان أعماقهم، | أهمس في عروقهم أننا | عُدنا منَ التيه، خرجنا من الكهفِ | وغيّرنا سماء السّنين ، | وأننا نُبحر لا نَنْثني رعباً | ولا نُصغي لقول الإلهْ | موعدُنا موتٌ ، وشطآننا | يأسٌ ألفناه ، رضينا به | بحراً جليدياً حديدَ المياه | نعبره نمضي إلى منتهاه، | نمضي ولا نصغي لذاك الإلهْ | تقنا لى ربٍّ جديدٍ سواه. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أدونيس) .