انتظرناك طويلا ..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ورمينا نصفَ هذا العمرِ في البحرِ ، | وأجَّلنا مواعيدَ الهوى ، | من أجل عينيكَ ، | ولم نَلْهُ ، | ولم نشبعْ من الدنيا ، | ولم نَشفِ الغليلا . | انتظرناكَ طويلا .. | وتجاهلنا عتابَ الوردِ ، | والليلِ لنا ، | واستغربَتْ منا المناديلُ : | متى نبكي ؟ | ودمعُ العينِ يأبى أن يسيلا . | انتظرناكَ طويلا .. | ودعونا الله أن يُبعِد عنَّا | شبحَ الموتِ ، | وأن يُمهِلَنا ، | في هذه الدنيا ، قليلا . | ريثما نرفعُ راياتِكَ يوماً ، | فالعزيز الحرُّ ، | لا يقبلُ أن يُكتبَ عنهُ ، | أنه مات ذليلاً ، لا ..! | ولا عاش ذليلا . | انتظرناكَ طويلا .. | وشككنا ، حينما لم تأتِ ، | في أمركَ ، | هل أنت بطيءٌ ،؟ | ولِمَ الخطوةُ صارتْ ، | هكذا عندكَ ، مِيلا .؟ | أم جبانٌ ؟ | بعضُ قُطَّاع سبيلٍ ، | أفقدوهُ الوعيَ حتى | تاهَ أو ضلَّ السبيلا . | أم لئيمٌ ؟ | أخذ الأرواح مِنِّا ، | واختفى | في ظلمة الليلِ ، ولم يتركْ | على أفعالهِ تلك دليلا . | أم بخيلٌ ؟ | إنْ طلبنا يومَهُ ، | أعرض عنا وتولَّى | وكأنَّا قد طلبنا المستحيلا . | انتظرناكَ طويلاً .. | يا بطيئاً ، يا جباناً ، | يا لئيماً ، يا بخيلا . | وسألنا عنكَ ، | أهْلَ الإنسِ والجنِّ ، فقالوا : | " ما رأيناهُ ولم نبصرْ | له قَطُّ مثيلا ". | *** | أين راياتُكَ ؟ مَن مزَّقها ؟ | نحنُ أم نحنُ ؟! | ومن أخفاكَ عنَّا | كلَّ هذا الوقت ، عمداً ، | فظننَّاك قتيلا . ؟! | أين صُنَّاعُكَ ؟ مَن قاتَلَهم ؟ | نحنُ أم نحنُ ؟ | ومن علّمنا | أن نبيعَ " القدسَ " للغيرِ ، | وأن نُهدي " الخليلا " .؟! | *** | انتظرناكَ ؟! | مَن الغائبُ فينا ؟ | نحنُ أم نحنُ ؟ | وقد نِمنا على آذاننا | نوماً ثقيلا . | فانتظِرْنا ..! | سوف ندعو الله أن يُلهمَك السلوانَ ، | والصبرَ الجميلا .! | هذه أجيالنا تترى وتترى | فانتخبْ .. | يا نصرُ ، | منها ، لك جيلا .! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (خميس) .