بنوهُ على تلكَ اللحاظِ الفواتكِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بنوهُ على تلكَ اللحاظِ الفواتكِ | وصاغوهُ من نورِ الثغورِ الضواحكِ |
ومنذُ طووا فيهِ شبابكِ لم يزلْ | تلوحُ عليهِ مسحةٌ من شبابكِ |
بناهُ لكِ الباني فلم يلبثِ الهوى | أن اقتادهُ حتى ثوى في جواركِ |
سليهِ أهذا قلبهُ صارَ مدفناً | وقبركِ في السوادءِ أم غيرُ ذلكِ |
وتلكَ لآلٍ أم أمانيُّ نفسِهِ | وذاكَ ظلامٌ أم همومُ الممالكِ |
وضعتِ بيمناهُ فؤاداً فلم يجدْ | سوى ملكهِ ن حليةٍ لشمالكِ |
فلا ما بنى كسرى ولا قصرُ جعفرٍ | ولا قصرُ غمدانَ ولا للبرامكِ |
كأنَّ قلوباً في غرامكِ أُحرقتْ | فذَوَّبها الصيَّاغُ بينَ السبائكِ |
كأنَّ اللآلي المشبهاتِ أزاهراً | فرائدها بعضَ الدموعِ السوافكِ |
كأنَّ ظلامَ القبرِ في لَمَعانِها | شعورُ الغواني بينَ حالٍ وحالكِ |
كأنَّ سناكِ في دياجيهِ نيَّةٌ | تردَّدُ في قلبٍ طهورٍ مباركِ |
كأني أرى تلكَ المآذنَ أيدياً | تشيرُ إلى الأفلاكِ أنكِ هنالكِ |
بدائعُ نالتْ من يراعي ولم يكنْ | يراعٌ يباريهِ بتلكَ المسالكِ |
وكنَّ على قلبي الجلالةَ والتقى | فأصبحتُ منها بينَ ناسٍ وناسكِ |
وصارتْ حياتي للفؤادِ سنابكٌ | فأطلق جوادي ينطلقُ بالسنابكِ |