القرصان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غليونه القذر المدمى والضباب، | وكوة الحان الصغيرة | ورفاقه المتآمرون يثرثرون: | "البحر مقبرة الضمير" | ويقلبون كؤوسهم ويقهقهون: | "هذا العجوز ألا يكفُّ عن الشخير؟" | والليل والحان الصغير | ورفاقه والخمر والدم والضباب | صور تعود به، تعود إلى الوراء | إلى جزيرته وشاطئها وآلاف السفائن، والرجال | والمومساتْ | بثيابهن الباليات | يجمعن أعواد الثقاب | وينتظرن على الرصيف | والسحب تبكي والخريف | في أخريات الليل، والبحر الغضوب | ورفاقه المتآمرون | عما قريب يقلعون، ويتركونْ | هذا العجوز | للخمر والدم والضباب | والنوم والحان الصغير | ليستعيد! | وأي ذكرى يستعيد | هذا العجوز | أفضائح الأمس القريب أم البعيد؟ | في الشرق، في أرض المعابد والكنوزْ | حيث القباب، وحيث آبار الزيوت | يتلاقيان على صعيدْ | وحولهم شعب يموت | ليستعيد! | وأي ذكرى يستعيد؟ | هذا العجوز | واللطخة السوداء في تاريخه الدامي اللعين | كالنار باقية تثير الخوف والحقد الدفين | في قلب إفريقيا وفي الكنج المقدس، والقنال | حيث الرجال السمر تحت الشمس يقتحمون إعصار المنون | ويصنعون | تاريخهم ، ويدافعون | عن الحضارة، والغد المأمول بالدم والدموع | وحيث صحراء الصقيع | والثائرون | والريح تعول في الخنادق والجنود | يتساءلون: "متى نعود؟" | ويظل "لص البحر" يضحك، والسماءْ | تبكي وتبكي والخريف | والمومسات على الرصيف | يجمعن أعواد الثقاب | وهؤلاء، وهؤلاء | يتساءلون: "متى نعود؟" | ويظل يضحك، والسماء، وهؤلاء | يتساءلون وفي الضباب | غليونه القذر المدمى، والرفاق العائدون يثرثرون: | "البحر مقبرة الضمير" | والليل والحان الصغير. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالوهاب البياتي) .